الجزائر

البطاطا و الانتخابات



كان حلما مزعجا ليلة امس ربما لأنني أكثرت من أكل البطاطا في وجبة العشاء ، فالجزائريون يقبلون على أكل كل شيء يزداد ثمنه ،ربما تعبيرا عن عاطفة و إحساس دفاق يربطهم بكل شيء حتى في الأكل و ربما نكاية في ارتفاع سعر البطاطا ، لا يهم فقد كانت ليلة ثقيلة لا أراها الله لكم .كنت أغظ في نوم عميق حين وجدتني في شارع مكتظ بجموع الجماهير الغاضبة و الكل ينادي بتوفير البطاطا ، لافتات ترفع في كل مكان كتب عليها " لا انتخابات بدون تخفيض سعر البطاطا " و أخرى كتب عليها " البطاطا أولا و الانتخابات ثانيا " ، غير أن اللافتة التي شدت انتباهي كانت أكثر غرابة حيث كتب عليها " الشعب يريد إسقاط سعر البطاطا " و بين تلك الجماهير الغاضبة وجدتني أحاول الخروج من هذا المأزق للذهاب إلى البيت فقد أتعبني التلاميذ كثيرا بتناقضاتهم و بمشاكلهم التي لا تنتهي فهم أيضا أصبحوا يتكلمون عن سعر البطاطا بعد أن كانوا يتكلمون عن مباريات كرة القدم و ما فعله ميسي و رونالدو في مبارياتهم ، كنت كالهارب يبحث عن أي منفذ للخروج من ذلك المأزق الذي سببته البطاطا
و لسوء حظي فقد وصلت قوات مكافحة الشغب و راحت تطلق القنابل المسيلة للدموع فازدادت الفوضى و اختلط الحابل بالنابل فأصبت باختناق شديد وجدت نفسي بعده في المستشفى و الشرطة تحيط بي و ما إن شربت كأس ماء و أردت معرفة ما حصل حتى اخذ أفراد الشرطة المحيطون بي يستجوبونني عن سبب التحاقي بتلك المظاهرة و يتهمونني بأنني أحد قادتها و بأنني أؤلب الشعب حتى لا يذهب إلى صناديق الاقتراع يوم 10 ماي حتى يتسنى لقوات الناتو التدخل حسب رأيهم و قبل أن أحاول الإجابة و الرد تم تلاوة قائمة التهم الموجهة إلي :
- أنت متهم بتحريض الشعب على عدم الذهاب إلى الانتخابات يوم 10 ماي ما سيترتب عنه ما يلي
• إضعاف الروح المعنوية للشعب الجزائري
• التشكيك في مصداقية الانتخابات والإضرار بإصلاحات فخامة رئيس الجمهورية
• فتح الباب الواسع أمام التدخل الأجنبي مما سيترتب عنه المساس بالأمن القومي للدولة الجزائرية
و قبل أن يكمل الشرطي قائمة الاتهامات نهضت صارخا في وجهه معبرا عن غضبي فسقطت من السرير و أنا أقول الحمد لله إنه مجرد حلم ، و لكن تساءلت بعد ان شربت كأس ماء بارد فعلا هذه المرة هل تستطيع السلطة الوفاء بتعهداتها بإجراء انتخابات تشريعية نزيهة و هل السلطة التي عجزت عن توفير البطاطا لشعبها قادرة على ضمان نزاهة الانتخابات ،........ موعدنا في 10 ماي 2012


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)