البطاطا أغلى من التفاح في أسواق قسنطينة

تشهد البطاطا في أسواق قسنطينة وعلى غرار السوق الوطنية، ارتفاعا خياليا في السعر ينافس بعض الفواكه الموسمية، ما أدي بالمواطن إلى العزوف عن تناول هذه المادة الأساسية رغم أنها من أكثر الوجبات استهلاكا لدى العديد من العائلات البسيطة. وفي جولة ميدانية عبر أسواق الولاية عبر المواطنون عن استيائهم لغلائها وضعف قدرتهم الشرائية، في ظل تدني مستوى الدخل لدى شريحة واسعة من المواطنين، مؤكدين أن الكيلوغرام الواحد من البطاطا أصبح أغلى من التفاح والبرتقال.
الباعة من جهتهم أبدوا تذمرهم من هذه الوضعية التي تعرقل السوق المحلية، في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة في أسواق الجملة وقلة المنتوج وبالتالي قلة العرض، متسائلين عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الزيادة المفاجئة. وأكد لنا بعض التجار أن المشكلة تكمن في أن منتوج هذه المادة يشهد نقصا كبيرا وأن بعض تجار الجملة يستغلون الوضع باحتكارهم لمادة البطاطا في سوق الجملة ليقومون ببيعها بالأسعار مبالغ فيها مستغلين الوضع الحالي الذي تمر به الأسواق الوطنية.
مديرية التجارة وضمن سياستها الرقابية، باشرت حملات تفتيشية عبر جميع مناطق التخزين وغرف التبريد من أجل إفشال أية محاولة للتخزين غير الشرعية ومن تم المضاربة في الأسعار ولم تسجل أية مخالفة من هذا النوع، مؤكدة أن الأسعار الحالية للسوق يحكمها مبدأ العرض والطلب وبما أن العرض والمنتوج ضعيف مقارنة بالطلب الكبير على هذا المنتوج الواسع الاستهلاك وأدى ذلك إلى ارتفاع حتمي في سعر البطاطا، كما أوضحه لنا مدير التجارة بولاية قسنطينة، مضيفا أن تدخلاتهم مستمرة لمنع أي تلاعب أو مضاربة في الأسعار حرصا منهم على حماية القدرة الشرائية للمواطن إلى حين مرور هذه الفترة الحرجة بسلام وعودة السوق إلى سابق عهدها.
وعن أسباب قلة الإنتاج، أكد لنا مدير الفلاحة بقسنطينة أن الظروف المناخية الأخيرة أثرت كثيرا على محصول البطاطا المحلي في الولايات المنتجة والرائدة في هذا النوع من الخضر الموسمية، مؤكدا أن المحصول الجديد من هذه المادة سيدخل الأسواق في غضون عشرة أيام القادمة وستعرف أسعار البطاطا استقرارا في الأسواق المحلية.