الجزائر

"البرستيج" في اقتناء الأدوات المدرسية وزركشة الألوان تغري الجميع أولياء يتيهون في البحث عن مخرج لأزمتهم المالية




يتزامن الدخول المدرسي مع تكدس المصاريف على عاتق الأسر الجزائرية، خاصة أن معظمها أنهكتها مصاريف شهر رمضان المعظم والعطلة الصيفية، ما جعل معظمها يعيش في مأزق الأزمة المالية والمصاريف التي احتار رب الأسرة في تحملها، خاصة مع الغلاء الفاحش، وهو الأمر الذي أدخل الأولياء في حيرة بعد أن تاهوا في البحث عن مخرج لهذه الأوضاع المزرية.كراريس، كتب ملابس جديدة ومحافظ.. كلها مستلزمات ضرورية احتارت الأسر الجزائرية في فك هذه المعادلة التي يتحدد مقامها في حسابات مالية كبيرة قد تعجز الآلة الحاسبة عن إيجاد حل لها.
الأسعار ”نار” والأولياء في حيرة
”الفجر” اقتربت من أسرة مكونة من 3 أولاد و رب عائلة يعمل في شركة خاصة أجرته الشهرية تصل إلى 35 ألف دج، إلا أن ثقل المصاريف جعله يتخبط في دهاليز القروض المالية غير المنتهية، خاصة أن تكلفة الكتب وصلت إلى أكثر من 15 ألف دج بالنسبة لأبنائه الذين يدرسون في أطوار مختلفة، ناهيك عن تكاليف الأدوات المدرسية الأخرى، والتي قد تصل إلى أكثر من 30 ألف دج بالإضافة إلى المصاريف المنزلية الضرورية الأخرى، حيث يقول الأب ”كمال.ب”، 48 سنة:”كل سنة مع الدخول المدرسي الجديد أضطر إلى الإستدانة من أقاربي وأصدقائي لسد كل الحاجيات، فالراتب الشهري قد ينفد مني بمجرد شراء جزء من الكتب وأبقى أنتظر بريق أمل في أي شخص أقترض منه لتكملة المصاريف المتبقية”.
من جهة اخرى، ذكر الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الحاج طاهر بولنوار، أن الجزائريين أنفقوا أكثر من 100 مليار دج جمعت بين ملابس العيد والدخول المدرسي، مؤكدا أن متوسط أسعار الملابس قد ارتفع بأكثر 10 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقال الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، في تصريح ل”الفجر”، أن الجزائريين انفقوا من أجل اقتناء ملابس العيد ما قيمته 40 مليار دج وسيكلفهم الدخول المدرسي 60 مليار دج، مؤكدا أن أسعار الملابس الجاهزة قد ارتفع إلى أكثر من الضعف خلال عشرة سنوات، كما ارتفعت بأكثر من 10 بالمائة في ظرف سنة واحدة، أي منذ أواخر رمضان للعام الماضي الى غاية الفترة الراهنة، مرجعا السبب إلى أن الإنتاج المحلي لا يلبي الطلب الوطني على هذه المنتوجات، حيث أنه يبلغ نسبة 30 بالمائة من الإنتاج بالمقارنة مع الطلب، ومنه تستورد الجزائر نسبة 70 بالمائة من الملابس من الدول الأخرى، وعلى رأسها الصين وتركيا وسوريا.
وأرجع بولنوار السبب وراء ارتفاع أسعار الملابس بنسبة تزيد عن 10 بالمائة إلى تقلص نسبة استيراد الملابس المستعملة بعد قرار السلطات منع استيرادها، الأمر الذي أدى الى زيادة الطلب على الملابس الجاهزة، ليستغل بذلك مستوردوها الظروف وقاموا برفع أسعارها، مشددا في الصدد على فرض التصريح بقيمة الفواتير في التعاملات التجارية التي تبقى غائبة الى غاية اليوم، لتبقى بذلك هوامش الربح الخاصة بالمستوردين غير معروفة.
سعر المآزر وصل إلى 1800 دج
كما اعتبرت السيدة (مليكة. س) ارتفاع أسعار المآزر أمرا غير مقبول، فقطعة القماش التي لا تتعدى مترين يصل سعرها إلى أكثر من 1800 دج في بعض المحلات بالأمر المبالغ فيه، فمهما - تقول محدثتنا - حاولنا عدم الإسراف في المصاريف المدرسية إلا أن الأسعار المعلنة مرتفعة جدا، خاصة مع تدني مستوى المعيشي للفرد الجزائري.
غزو الأدوات المدرسية الصينية تغري الأطفال والأولياء
من جانب آخر، ذكرت سيدة التقينا بها تشتري الأدوات المدرسية في سوق علي ملاح بساحة أول ماي، أن دخول السلع الصينية المزركشة، والتي تغري الطفل الجزائري جعلت من الأولياء يشترونها لإرضاء رغبة أولادهم، منها أقلام على شكل ”حيوانات” و أبطال قصص الأطفال العجيبة والممتعة وكراريس بصور ”باربي” و”هالو كاتي” ومبراة على شاكلة الحلزون، و غيرها من الادوات المدرسية الأخرى. إنها ثورة الأدوات الصينية التي أعلن عنها العملاق ”الصين”، ناهيك عن المحافظ المدرسية التي دخلت السوق الجزائرية مؤخرا، منها محفظة ”على شاكلة ”سوبرمان” وسندريلا” بأشكال جذابة جدا، وكل أنواع الحيوانات لمحافظ أطفال الحضانة.
إنها لغة السوق.. فمع بداية كل سنة دراسية جديدة تدخل الأسر الجديدة في صراعات كبيرة لتوفير أحسن الإمكانيات لأطفالها، حتى لو تطلب الأمر الاستدانة بمبالغ كبيرة إرضاء للأولاد ومنافسة بعض العائلات التي تقوم باقتناء أحسن وأجود الأدوات المدرسية..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)