الجزائر

''البرزخ'' أعادت طبع الرواية بالجزائر.. ''الجزائر السوداء'' تحكي جرائم O.A.S بالشريط المرسوم



''البرزخ'' أعادت طبع الرواية بالجزائر.. ''الجزائر السوداء'' تحكي جرائم O.A.S بالشريط المرسوم
حوّل الرسام جاك فيرانتز رواية موريس عطية الموسومة ''الجزائر السوداء'' إلى شريط مرسوم، صدر حديثا بفرنسا· الكتاب صدر بالموازاة مع الطبعة الجزائرية التي قدمتها منشورات ''البرزخ'' للمكتبة الجزائرية السنة الجارية·
تحوّلت أحداث رواية موريس عطية إلى شريط مرسوم، يسمح بقراءة مغايرة للنص الروائي، وعن طريق الصورة، التي تجعل الشخوص واضحة المعالم والمواقف، باتت قصة ''الجزائر السوداء'' في متناول مختلف الفئات العمرية. فقد تناول عطية أحداث الجزائر في نهاية ,1962 حينما يعثر على جثتين هامدتين بأحد الشواطئ لامرأة فرنسية ورجل جزائري، حفر على جسده الحروف الثلاثة للمنظمة العسكرية السرية ''أو.آ.أس)، حادثة كثيرا ما تكررت في تلك الفترة، حيث كانت حرب الجزائر تشارف على الانتهاء. المفتش باكو مارتييناز يكلف بالتحقيق في الجريمة، ويستعين في التنقيب عن الحقيقة بمساعد يهودي ''شوكرون''.، وقد أهمل عطية إدراج شخصيات جزائرية، في معرض سرده الروائي، معترفا في تصاريح صحفية سابقة، أنه تعمد ذلك، رغم معرفته لكثير من الجزائريين.
موريس عطية ولد بالجزائر العاصمة سنة ,1949 مختص في الأمراض النفسية والعقلية، وصل إلى الكتابة في العام 2000 برواية أولى بوليسية، ثم جرب كتابة السيناريو للتلفزيون والسينما. في 2006 أصدر ''الجزائر السوداء''، ليصبح بعدها كاتبا مكرسا ومتفرغا لهوايته.
وعن ''الجزائر السوداء'' قال إنه نص يندرج في إطار السير الذاتية، وينقل ملامح شخوص وجدت فعلا، ومرت به أيام الطفولة، يوم كان عمره عشر سنوات. بعيدا عن رغبة إعادة اكتشاف الذاكرة، يؤكد المؤلف أن المأساة تغريه، وأن رغبة ملحة تسكنه لفهم كيفية تخطي الحدود النفسية. الرواية هي طريقة أخرى يحلل فيها عطية نفسيتها وشخصيته، ليعثر عن الشرخ الساكن في ذاته الإنسانية، لهذا فالرواية السوداء هي أنجع وسيلة لتحقيق الهدف: ''ما يهمني في الأدب، وحتى في الرواية السوداء، هي معاناة الأشخاص''.
قدمت منشورات ''كاسترمان''، نهاية الأسبوع الماضي، نسخة جديدة لهذه الرواية، تزامنا مع احتفالات الجزائر بخمسينية الاستقلال، وتذكر الفرنسيون مرور 50 عاما على خروجهم من الجزائر أيضا. واحتفاء بخلفيات مختلفة، سعت الدار الفرنسية إلى توقيع مشاركتها فيها، بإعطاء الرسام جاك فيرانتز مساحة لتحويل النص الصادر في 2006 إلى شريط مرسوم (136 صفحة) في ,2012 أعادت إلى أذهان الفرنسيين سلسلة العنف في تلك المرحلة التي سجلت 150 قتيل في اليوم بمدينة الجزائر وحدها. ونقل مجتمع يعيش على وقع أعمال العنف والعصابات، وعلى الحقد أيضا.
جدير بالذكر أن منشورات ''البرزخ'' نظمت، بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي، منتصف الأسبوع المنصرم، لقاء أدبيا مع هذا المؤلف، للحديث عن روايته التي أعيد نشرها في الجزائر، وقد تحدث عطية عن إشكالية الانتماء إلى المكان، ومنه إلى الوطن، حيث قال إنها ''إشكالية رئيسية'' بالنسبة له، فعلى مدار مسيرته الأدبية والعلمية كان موريس عطية رجلا كثير التنقل، يغير الأمكنة باستمرار، من القصبة إلى باب الوادي ثم من مارسيليا إلى باريس... كان دائما يبحث عن ''مكانه'' أو بتعبير آخر منه ''لم أشعر بالراحة في أي مكان''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)