الجزائر

‏ البحث العلمي حول الأعشاب الطبية والعطرية ‏قطاع صناعي يحتاج لتضافر الجهود



اختتمت أمس بوسط مدينة وهران فعاليات الحولية المتوسطية الثانية للفنون المعاصرة التي دأبت على تنظيمها كلّ سنتين جمعية ''حضارة العين'' بالتنسيق مع بلدية وهران، وعرفت حضور 60 فنانا تشكيليا قدموا من مختلف ولايات الوطن وخارجه على غرار تونس، اسبانيا، فرنسا، اليونان، فلسطين وايطاليا.
الصالون حمل خلال هذه الدورة شعار ''الإبداعات الفنية المعاصرة لدى الشباب'' واحتضنت فعالياته مختلف زوايا قاعة الميدياتيك بوهران، المتحف الوطني ''أحمد زبانة'' والمركز الثقافي ''الأمير عبد القادر''، كما تخلّلت هذه التظاهرة الفنية إلقاء محاضرات وتنظيم موائد مستديرة تناولت عددا من المواضيع منها ''سوق الفن بالجزائر'' و''الفن المعاصر'' من تنشيط عدد من الفنانين التشكيليين على غرار الأستاذين بلهاشمي نور الدين وبن عمر مدين تمحورت حول ''التوجّهات الفنية الحالية'' و''مكانة الفن المعاصر في بلادنا'' إلى جانب تنظيم سهرات فنية .
أجنحة المعارض المنظّمة ضمن هذا الصالون والتي ضمّت أزيد من مائتي عمل فني، توزّعت بين الوسائط والمنحوتات واللوحات الفنية وتباينت تقنياتها بين التصميم والتركيب التقني، الصور الفوتوغرافية والعرض السمعي البصري وهي كلّها تقنيات مستحدثة أثارت في الآونة الأخيرة ثورة في عالم الفن التشكيلي باستعانتها بوسائل مكملة في التعبير وانتقاء المواضيع المرغوب في التعبير عنها من قبل الفنانين التشكيليين الحاليين الذين ابتعدوا نوعا ما عن الفن التشكيلي الكلاسيكي بسماته الاعتيادية المعروفة وهي الريشة والألوان، وأسّس هؤلاء الفنانون التشكيليون لبنات الفن المعاصر ومدارس هي وليدة تقنيات فنية حديثة.
كما تمّ على هامش الصالون تنظيم عملية بيع بالمزاد للوحات ستعود عائداتها لفائدة الأطفال المصابين بداء السرطان، لتبقى الغاية من تنظيم هذا الصالون في دورته الثانية دعوة المهتمين ودارسي الفن التشكيلي للتعرّف على مختلف التوجّهات الفنية وخلق مساحة احتكاك بين الفنانين وتبادل الأفكار وتشجيع النقد الذي يظلّ في بلادنا محدودا قياسا بما هو موجود في دول العالم.
الجدير بالذكر، أنّ الدورة الأولى للصالون المتوسطي نظّمتها جمعية ''حضارة العين '' بوهران في 2010 وكانت انطلاقتها محتشمة نظرا لمحدودية معرفة الجمهور الوهراني  بهذا التيار الفني المعاصر وعرفت مشاركة 30 فنانا من داخل وخارج الجزائر-.

أصبح تنعيم الشعر على الطريقة البرازيلية موضة منتشرة في الآونة الأخيرة، ولاتتردد الكثير من النساء في اللجوء إلى هذه التقنية من أجل الحصول على شعر ناعم، سهل التصفيف، ويشبه طبعا شعر نجمات التلفزيون والسينما. هو حلم يراود كل واحدة، لأن الشعر بلا منازع، تاج المرأة، كما يقال. لكن الأكيد أن هناك ثمنا يدفع مقابل تحقيق هذا الحلم، لاينحصر في المال ولكن أحيانا في الصحة.
يدهشنا عالم التجميل كل يوم، بمنتجات جديدة هدفها توفير أبسط وأسهل الطرق للمرأة، من أجل أن تبدو أكثر جمالا وأناقة. ومثل هذه المنتجات، أصبحت في وقتنا الراهن لا تُعد ولا تحصى، ولكنها بالمقابل، تشكل هاجسا لدى الأطباء والأخصائيين باعتبارها أولا وقبل كل شيء مواد كيميائية.
وهو مايدفع الكثير من منتجي هذه المواد إلى التأكيد على أنها من النوعية الجيدة، وإنها مصنوعة من مواد طبيعية لاتضر، من هؤلاء السيد بن ميلون الذي يمثل إحدى الشركات والمخابر الفرنسية المتخصصة في منتجات تنعيم الشعر، والذي أكد منذ بداية حديثنا معه، على أنه يقدم لزبوناته مواد خالية من أي خطر، مع ضمان نتائج جيدة.
ودليل محدثنا على ذلك، هو خلو هذه المنتجات من مادة الفورمول التي يقول إنها خطيرة جدا على الصحة، باعتبارها مادة مسرطنة، ولذا منعت في أوروبا ولاتستخدم إلا بنسبة جد ضئيلة لاتتجاوز 2,0 بالمائة.
ومن هنا، يحذر الراغبات في تنعيم شعورهن من اقتناء مواد مسوقة في الجزائر، تصل نسبة هذه المادة فيها إلى 5 وحتى 8 بالمائة، يقول: ''صحيح أن هذه المادة جيدة لتنعيم الشعر، لهذا يستخدم البعض كميات كبيرة منها، إلا أنه ثبتت خطورتها على الصحة، لهذا أطلب من النساء اللواتي يرغبن في تجريب تقنية تنعيم الشعر أن يخترن بدقة المنتج ويتأكدن من خلوه من هذه المادة''.
ويعتبر محدثنا أنه يجب التفريق بين تنعيم الشعر وإصلاح الشعر المجعد ''ديفرزاج''، مشيرا إلى أن الأول هو في الحقيقة يمثل عناية بالشعر، لأنه يحتوي على كمية كبيرة من مادة الكيراتين المعروفة بخصائصها الجيدة، والنتائج تكون جيدة أكثرباستخدام أنواع الغاسول المناسبة الخالية من الصوديوم والبلسم المناسب، وكذا بعض المكملات الغذائية المضادة لتساقط الشعر، لكنه بالمقابل يشدد على أن كل هذه العناية التي تمنحها مثل هذه المنتجات لاتغني عن العلاج لدى الطبيب، في حال وجود مشاكل هرمونية مثلا لدى المرأة. وهو بذلك يصر على التأكيد بأن التجميل ليس علاجا طبيا.
في نفس السياق، يتحدث هذا الأخصائي في الشعر عن أهمية اختيار المجففات المنعمة للشعر بدقة كذلك، لأنها قد تسبب مشاكل إذا كانت رديئة. وهنا يؤكد أن أحسن المجففات، تلك المصنوعة بتقنية النانو تيتانيوم.
سألنا إحدى المولعات بعالم جمال الشعر عن هذه الظاهرة الجديد،ة فقالت لنا: ''أنا أتابع كل ما له علاقة بتجميل الشعر، والدليل على ذلك شرائي لأكثر من مصفف للشعر، وفي المدة الأخيرة، سمعت بوجود مصفف من نوع آخر يطلق عليه اسم ''ليسور''، قيل لي إنه يساعد في تنعيم الشعر، فلم أتردد لحظة واحدة واشتريته، مراعية بذلك جودته ونوعيته، رغم غلاء ثمنه. ولم أندم على ذلك، لأنه عمليّ جدا ويساعدني حقا في تصفيف شعري حسب التسريحة الملائمة والمختارة. ورغم أنه تم تحذيري من استعماله المتكرر، بحكم أنه لا يحافظ على صحة الشعر، بل يساهم في إتلاف خصلات منه، إلا أنني مازلت استعمله، بحيث يجنبني الذهاب إلى مصففة الشعر كثيرا، وهذا ما يلائمني بحكم أن وقتي ضيق. وبما أن الجديد لا يتوقف في مجال تصفيف الشعر وحمايته، ظهر مؤخرا في الجزائر، منعم الشعر بالكيراتين، وبطبعي المحب لكل ما له علاقة بالشعر، استعملته أيضا، وهو عبارة عن مادة طبيعية توضع في الشعر لمدة ساعات، ومن ثم يغسل الشعر ويتحول من مجعد إلى ناعم لمدة قد تزيد على أربعة أشهر، وقد تصل إلى ستة أشهر، وجربته ولكنني لم اقتنع بجدواه.ربما لأنني استخدمت منتجا من نوعية رديئة دون علمي. النتيجة لم تكن كما توقعت، لذا قررت في المدة الأخيرة ألا أعيد الكرة إلا بعد مدة، حتى لا أضر بشعري، لكنني حتما سأعيد التجربة بمنتج ذي نوعية جيدة''-.

 البحث في كيفية ربط علاقة ميدانية متينة وفعالة بين الباحث، المخبر والمصنع، كانت أهم إشكالية طرحها المشاركون في الأيام الدراسية التي انعقدت مؤخرا بوحدة تنمية الأجهزة الشمسية ببوسماعيل، ولوضع حد للشرخ القائم بين هؤلاء، كان لابد من التفكير في كيفية الإسراع بإنشاء شبكة تكون بمثابة المنتدى الذي يلتقي فيه الباحث الكيميائي، البيولوجي وأصحاب المخابر والمصنعين لطرح الإنشغالات، ربط العلاقات وتبادل المعارف والخدمات للنهوض بواقع التنمية الصناعية التي تعتمد على الأعشاب العطرية والطبية.
وحول واقع البحث العلمي في الجزائر وأهم التحديات التي تواجهه في مجال الابتكار العلمي في الأعشاب الطبية والعطرية، تحدثت ''المساء'' إلى أساتذة باحثين وممثلين عن بعض المخابر.
 البحث العلمي بحاجة إلى تنظيم هيكلي.
قال سمير بن عياش أستاذ جامعي ومدير مخبر بجامعة قسنطينة، ومدير تثمين الموارد الطبيعية وتصنيع مواد فعالة بيولوجية؛ إن مشكلة البحث العلمي في الجزائر هي مشكلة تنظيم هيكلي للوصول إلى وضع إطار لمشاريع فعالة تؤدي إلى مباشرة العمل التطبيقي في المجال الصناعي، أي كيف نصل إلى تحقيق معادلة تطبيق نتائج البحوث والأطروحات الجامعية في الواقع، لتستفيد منه الصناعة الجزائرية.
وأضاف: ''تتوفر الجزائر على كفاءات علمية، بيد أنها تعمل بأسلوب غير منظم، ومن خلال الملتقيات العلمية التي يتم تنظيمها من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي تعمل في كل مرة على جلب أجانب سبقونا في مجال الاستفادة من البحوث العلمية في مجال الأعشاب الطبية والعطرية، نستغل الفرصة للاحتكاك بهم والاطلاع على الخطوط العريضة التي من خلالها، تتحول بحوثنا العلمية إلى واقع مستغل في العمل الصناعي.
من جهة أخرى، جاء على لسان محدثنا، أن الجزائر اليوم تسير نحو إزالة الشرخ القائم بين الباحث والمصنع، من خلال وضع الإطار التنظيمي الذي يصل الباحث بالمصنع.
تحدث أيضا الأستاذ سمير عن واقع البحث العلمي في الجزائر، فقال: ''هناك مجهودات كبيرة تبذل، سيما في مجال الموارد والتجهيزات، غير أن التأخر الذي يعيق تطور البحث، هي تلك العراقيل الإدارية والتأخر في التسويق، مع مشاكل الميزانية المالية وعدم فعالية بعض النصوص القانونية التي تعيق عمل الباحث والمصنع، وفي المقابل، لابد للبحث العلمي ألا يتوقف، وهذا لا يتحقق إلا بالوصول إلى إنشاء شبكة يشارك بها الباحثون الذين ينشطون في نفس المجال، للوصول إلى وضع خطة عمل مشتركة في مجال البحث في الأعشاب العطرية والصيدلانية، مع إيصال الانشغالات للجهات المعنية.
الاستثمار في مجال الأعشاب العطرية والصيدلانية في الجزائر، يضيف ذات المصدر، مجال خصب يستحق الاهتمام، سيما وأن الجزائر تملك 15 بالمائة من النباتات التي لا توجد في أي مكان بالعالم، كما أن البحث العلمي فيها لم يتقدم.
- غياب الإطار القانوني لاستغلال النباتات في المواد الصيدلانية.
تحدث عبد المالك بالخيري، أستاذ بجامعة قسنطينة وممثل لمخبر يهتم بالمنتجات الطبية وتطبيقاتها في مجال الصحة، عن إشكالية استغلال النبات الطبي في مجال الصحة، فقال: ''يظم مخبرنا نخبة من الأطباء والباحثين البيولوجيين، حيث قمنا بعد أن أنشأنا مخبرنا في سنة 2000 بالعديد من المقابلات العلمية لطرح انشغالاتنا المتمثلة في إيجاد فضاء قانوني يسمح لنا بالعمل في مجال النباتات الطبية واستغلالها الصيدلاني، غير أننا نصطدم في كل مرة برفض المصنع العمل مع مخابرنا، لأنه يطرح في كل مرة عدم وجود الأرضية القانونية التي تتيح له العمل في هذا الميدان.
ويضيف محدثنا؛ ''بالرجوع إلى الدول الأوروبية التي تعتبر رائدة في مجال إنتاج الأدوية من الأعشاب، نجد أنها قد تجاوزت هذه العقبات، حيث صاغت نصوصا قانونية تسمح باستعمال الأعشاب في الأدوية وسهلت على المصنع مهمة الاستثمار فيها، وهو ما نعمل اليوم جاهدين بغرض تنبيه السلطات المعنية لوجوب وضع النصوص القانونية التي تفتح المجال واسعا لإنتاج الأدوية من الأعشاب الطبية التي كنا ولا نزال في الطب البديل، نعتمد عليها في العلاج. 
وحول البحث العلمي في مجال الأعشاب الطبية، جاء على لسان محدثنا أن البحث العلمي يعرف تطورا سريعا بالجزائر، غير أن المشكل الذي يطرح بشدة، هو بقاء هذه البحوث حبيسة الجامعات بسبب عزوف المصانع على العمل بها واستغلالها، لغياب السند القانوني الذي يجعله يعمل في إطار شرعي، وعن بعض البحوث التي قام بها الأستاذ بالخيري، قال: ''توصلنا بمخبرنا مؤخرا إلى القيام ببعض البحوث على نبات الظرو، حيث تبين لنا أن هذه النبتة التي تنبت في الجزائر لديها خاصية لا توجد في غيرها من النباتات من نفس النوع، إذ أنها تفرز كميات كبيرة من الزيت الذي أُثبتت فعاليته في علاج الحروق وأمراض الحساسية، وذلك بعد تجريبه على بعض الحيوانات، غير أن عدم وجود نصوص قانونية يحول دون تمكيننا من تسويق هذا الاكتشاف العلمي في المجال الصحي.
- ينبغي إعادة الاعتبار للبحث والباحث على حد سواء.
بنظرة تفاؤلية، قال صالح عكان، دكتور من قسم الكيمياء بجامعة منتوري بقسنطينة؛ ''أنا مرتاح نوعا ما لواقع البحث العلمي في الجزائر، سيما في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى المجهودات التي تبذلها الدولة، حيث قدمت إمكانية معتبرة في مجال البحث العلمي خاصة من الناحية المالية، غير أن الأمر يظل ناقصا، بالنظر إلى العراقيل الإدارية وتحديدا في تسيير الأموال لشراء المعدات والمواد الكيميائية، وفي المقابل وللأسف، نلمس شبه هجر للبحث العلمي بالجزائر، بحكم أن طلبة الماجستير والدكتوراه اليوم، باتوا يتركون البحوث ويسعون وراء الشهادات للتوظيف فقط، بسبب غياب العمل التنسيقي بين الباحث بالجامعة والمصنع، هذه الإشكالية التي آن الأوان لأن تحل بصورة نهائية، حتى يُعاد الاعتبار للبحث العلمي والباحث على حد السواء .
تحدث أيضا الدكتور صالح عن مصير البحوث العلمية التي يجري العمل عليها بالجامعات، فقال؛ ''تعد الجامعات الجزائرية الكثير من البحوث سنويا، فأنا، مثلا، نشرت فقط 30 بحثا في المجلات العلمية، فيما ظلت بقية البحوث الأخرى عبارة عن أعمال أكاديمية لم تجد من يهتم بها ويجسدها في الميدان، لذا، أستطيع القول أن مصير البحوث العلمية في الجزائر يظل رهين العرض بالملتقيات أو النشر بالمجلات العلمية، فيما تغيب المتابعة الحقيقية لهذه البحوث التي إن وجدت من يهتم بها، تحدث ثورة في مجال التنمية الصناعية، لذا، يستطرد محدثنا أن ما نحن في حاجته اليوم، هو وضع استراتيجية جديدة تتبنى واقع البحث العلمي على المدى الطويل، وأن تهتم أكثر بالباحث وتهيئ له أرضية العمل، لأن الإرادة موجودة والإمكانيات متوفرة، يبقى فقط رسم استراتيجية تتبنى العمل بواقعية 

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)