الجزائر

البالوعات والفوضى الخلاقة



البالوعات والفوضى الخلاقة
المجالس المنتخبة التي وعدت الناس بأنهار من عسل ووظائف للشباب وعمل وأمل لم تستطع حماية من وعدتهم من قطر المطر الأخير ولم تستطع حتى تسريع البالوعات وقنوات تصريف المياه، فخرج الناس عن بكرة أبيهم وأمهم في براقي ليحتجوا ليس لعدم وجود فرصة عمل، ولا على السكن، ولكن لانسداد المجاري وغرق الأحياء، أما حكاية العسل المصفى بأنهاره فتلك حكاية انتخابية، لكن بعد الانتخابات يضع المنتخبين الناس في مواجهة الشرطة، وبدل من ان تتفرغ الشرطة لمحاربة الجريمة وحماية الممتلكات وكل الآفات، صارت أنهكها المنتخبون وأغرقوها الأميار في مشاكلهم مع الناس، فكلما حلت كارثة من كوارث البلديات إلا وتم استدعاء الشرطة لحلها، ووضعوا أبناء الشعب في مواجهة ابناء الشعب ويختفي المير وشاف دايرة وحاشيته، إلى أن تضع حرب داحس والغبراء أوزارها ويجرح ويصاب من يصاب من أفراد الأمن والمحتجين ويسجن من يسجن ويخرج المنتخبين "زي الشعرة من العجين" سالمين غانمين آمنين في ديارهم ومكاتبهم.انفصام في الشخصية حقيقية يعيشه الناس مع من انتخبوهم، ومشكلة حقيقية تعيشها الحكومة مع مسؤولين وضعتهم في مناصب المسؤولية وتقدم لهم ميزانيات ضخمة ليس لإصلاح المجاري وقنوات صرف المياه، ولكن لكل شيء، ولكن لا يستفيد حتى التلاميذ من التدفئة ولا من فتات هذه الإعانات، إنها فعلا الفوضى الخلاقة للبالوعات التي أغرقنا فيها الأميار ومن دار في فلكهم




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)