الجزائر

البالوعات تستدعي التجديد



- مختصون يؤكدون ان معايير إنجاز القنوات القديمة لا تتوافق و التوسعات العمرانية الجديدة و النمو الديمغرافي و زيادة حجم النفايات المنزلية- ورشات غير متخصصة تكلف باشغال الربط الصحي، و خبراء يدعون إلى اعادة النظر في دفتر الشروط القديم
التوسع العمراني الكبير الذي تعرفه وهران إضافة الى شق مئات الكيلومترات من الطرقات السيارة زيادة على المشاريع الاستثمارية الضخمة بشرق المدينة لم يرافقها مخطط جديد للبنى التحتية للأحياء خاصة ما يتعلق بشبكات الصرف الصحي و قنوات صرف مياه الأمطار، و هنا يطرح التساؤل هل قنوات الصرف الداخلية و الخارجية القديمة التي تعود في مجملها إلى الوجود الاستعماري صالحة لهذا الزمان؟ و هل التقنيات المستعملة للانجاز آنذاك تتناسب و التطورات الحاصلة في النمو الديمغرافي و توزيع السكان الذي يقابله ارتفاع مضاعف لنسبة إنتاج النفايات المنزلية بما فيها المياه المستعملة؟ و إذا كانت العوامل المذكورة غير مؤثرة كيف يمكن تفسير غرق المدينة مع أولى زخات المطر؟
في الوقت الذي يركز كل من المواطن و البلديات و مؤسسات التطهير على الأوساخ التي تملأ البالوعات و المجاري في كل موسم و تتسبب في انسدادها و بالتالي منع المياه المنجرفة من المرور و حصول الفيضانات يشير مختصون في الهندسة المدنية و الأشغال العمومية ان الجانب التقني للانجاز الذي يعتبر عاملا مهما و مؤثرا بنسبة 50 بالمائة، و في هذا الشأن ذكر السيد كمال.م مختص في الهندسة المدنية ان حجم السكان و توسع المدينة و طبيعتها التي حددت على أساسها كافة المعايير الفنية لانجاز قنوات الصرف في سنوات الستينات حتى الثمانينات تغير بشكل كبير مع زيادة عدد السكان بنسبة تعادل مئات أضعاف العدد المسجل في تلك الفترة، فضلا على خلق أحياء جديدة وفق معطيات جديدة ما استوجب إعادة النظر في الشبكات القديمة و خاصة الرئيسية منها التي تتجمع فيها المياه المستعملة لتصب في أماكن المعالجة و من جهته أكد رئيس إحدى ورشات إنجاز قنوات الصرف الصحي بأحد المجمعات السكنية قيد الانجاز ان القنوات الجديدة التي يتم إنجازها اليوم ليس فيها أي اختلاف من حيث أسس و معايير الأشغال عن تلك التي أنجزت في سنوات الثمانينات، و أن المقاولة المكلفة بالإنجاز ملزمة التقيد بدفتر الشروط الذي لم تجدد فيه معايير العمل بداية من حجم و نوع الانابيب و القنوات المستعملة إلى طرق الربط و غيرها من التفاصيل الهندسية الأساسية التي تحدد بدراسة دقيقة لمخطط المدينة و معطيات تخص كامل العوامل المذكورة سابقا و لعل ما تشهده مدينة وهران من فيضانات ناتجة عن انسدادا البالوعات و المجاري ناتج عن قدم الشبكات من جهة و من تراكم الأوساخ و الأتربة من جهة أخرى، كما يتدخل عامل اخر لا يقل خطورة عما سبق و يتعلق بعدم إشراك أهل الاختصاص في الميدان إذا علمنا من مصادر مطلعة أن هناك مقاولات غير متخصصة تشرف على أشغال ربط الأحياء الجديدة بقنوات الصرف الصحي ليس لها أي علاقة آو دراية بقوانين العمل حيث أن عمالها مختصون في تزفيت الطرقات مثلا آو أشغال الحفر او إنجاز الأرصفة و يبادرون إلى التكفل بإنجاز كامل أشغال البنى التحتية و المغامرة بمدينة بأكملها و هذا ما أكده مختصون و خبراء في الميدان داعين إلى فرض مراقبة ميدانية على ورشات الأشغال العمومية بالمشاريع السكنية قيد الإنجاز و هذا لتجنب كوارث الفيضانات التي باتت تهدد وهران بسبب سرعة امتلاء البالوعات بالاوساخ من جهة و قدم القنوات و عدم ملائمتها للرهانات الحاصلة في المدينة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)