الجزائر

الباعة الفوضويون كالطفيليات في أواخر ليالي رمضان الإقبال على الأسواق يتزايد والشراء لمن استطاع إليه سبيلا


الباعة الفوضويون كالطفيليات في أواخر ليالي رمضان              الإقبال على الأسواق يتزايد والشراء لمن استطاع إليه سبيلا
يتزايد الإقبال هذه الأيام على الأسواق الموازية بقوة في الليل بعد صلاة التراويح، وتحتشد العائلات الجزائرية أمام طاولات بيع الملابس والأواني والحلويات وغيرها.. في طوابير لا تنتهي إلا في ساعات متأخرة من الليل، ولكن عمليات البيع لا تشمل -حسب التجار- سوى 10 إلى 15 بالمئة من هذه الحشود، بسبب غلاء الأسعار في جولة قمنا بها ليلة أول أمس في ساحة الشهداء بالعاصمة، لاحظنا انتشار طاولات الباعة الفوضويين بكثـرة، لدرجة أنها تسببت في غلق شبه كلي للطريق الرابط بين المديرية العامة للأمن الوطني مرورا بزوج عيون، وصولا إلى باب عزون والسكوار، ولاحظنا أيضا انتشار أعوان الأمن مثني وثلاثة، يراقبون تحركات "المافيا"، وعمليات السرقة، التي تكاثـرت في أواخر هذا الشهر، تزامنا مع خروج العائلات الجزائرية بقوة إلى مختلف المحلات والأسواق اليومية والفوضوية منها، مثلما هو عليه الحال في ساحة الشهداء، التي تحولت إلى "قطب" تجاري مربح ليلا، وفارغة نهارا. ولقد استفاد تجار الطاولات من فرض منطقهم في الأسعار، التي ارتفعت حسبهم، بنحو 20 إلى 50 بالمئة، مركزين في مبيعاتهم على ألبسة النساء، اللواتي يتوافدن عليهم بأعداد هائلة، لاقتناء ملابس العيد وبعض التجهيزات الخاصة بهذه المناسبة، ويقول هؤلاء التجار "الأسعار لا نقاش فيها، والتخفيضات ممنوعة، والأرباح مسموحة بالقدر المتاح، ونحن هنا لضمان أكبر العائدات ليلا، بما أن نهار رمضان للنوم والراحة ولا بيع فيه إلا بعد الرابعة مساء، وبما أن أعوان الأمن الوطني يمنعوننا عن البيع في النهار، فنحن نبيع ليلا، وهذا أحسن، رغم أن البيع في رمضان هذه السنة قليل، لغلاء الأسعار"، مضيفين أن الغلاء ليس من منطقهم، بل مفروض عليهم من قبل تجار الجملة، ونصف الجملة، والسماسرة، وكذا تجار "الكابة"، بالنسبة للألبسة المستوردة من فرنسا واسبانيا وإيطاليا وتركيا، ومن بعض الدول العربية منها سوريا ومصر.واستغرب التجار تزايد الإقبال والحشود المتوافدة يوميا على ساحة الشهداء، من دون انتعاش التجارة وتنشيط حركة البيع، متسائلين عن سبب تدفق العائلات للتسوق من دون شراء، مؤكدين أن هذه السوق تحولت إلى سياحة ترفيهية يلتقي فيها الأحباب ويتجولون عبر طاولات التجار "طاولة طاولة، وسلعة سلعة، ويستفسرون عن الأسعار، لكن البيع يشمل نحو 10 إلى 15 بالمئة منهم، والبقية يتفرجون على السلع". أما بالنسبة للأسعار فإن التجار قدّروا ارتفاعها بـ 50 بالمئة على أقصى تقدير، مرجعين الأسباب إلى كثـرة المضاربات واحتكار السوق من قبل السماسرة، فيما اعتبر الزبائن الأسعار مضاعفة هذه السنة، لاسيما على مستوى المحلات، وهي تقريبا نفس الأسعار المطبقة لدى الباعة الفوضويين، لذلك يعزف الآلاف عن الشراء، مع الاهتمام بالضروريات في الملبس والأواني وكذا التقليل من الحلويات، التي بدورها ارتفعت مع اقتراب عيد الفطر، حيث زادت في المعدل، بحسب الحلواجية، بحوالي 25 بالمئة، متأثـرة بالطلب القوي لا غير، كون أسعار المواد الأولية المصنعة لها، لم ترتفع في الأسواق. وفي دردشة جمعتنا ببعض التجار الشباب من خارج العاصمة، قدموا إليها للاسترزاق في هذا الشهر، وهم بكثـرة قادمين من ولايتي جيجل وميلة، تحدثنا معهم عن الأرباح ومصاريف رمضان، فأكدوا لنا أن أرباحهم تذهب في المصاريف والتكاليف المتزايدة خلال هذا الشهر، وقالوا "إننا ننتهز فرصة العشر الأواخر، لكسب أرباح إضافية، شأننا في ذلك شأن باقي التجار، وهي تُنسينا مرارة العيش وتقوي فينا العزيمة للاستمرار في التجارة دون الاستسلام للخمول".عبد النور جحنين
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)