الجزائر

الباحثة و أستاذة علم النفس بجامعة مولود معمري نزيهة زواني تؤكد



الباحثة و أستاذة علم النفس بجامعة مولود معمري نزيهة زواني تؤكد
العنف الرقمي يمكن أن يؤدي إلى انتحار الأطفال و المراهقينأكدت الباحثة و الأستاذة الجامعية في علم النفس بجامعة مولود معمري بتيزي وزو نزيهة زواني، أن العنف الرقمي أو الإلكتروني، صورة جديدة للعنف الممارس ضد الأطفال و المراهقين خلال السنوات الأخيرة في الجزائر، مشيرة إلى أن عواقب هذا العنف وخيمة على الصحة النفسية و الجسدية و أخطرها الانتحار، داعية إلى عدم الاستهانة بالظاهرة أو التقليل من خطورتها.الأستاذة زواني قالت خلال ملتقى وطني حول العنف ضد الأطفال نظمته في نهاية الأسبوع الجمعية الاجتماعية المرأة الناشطة لولاية تيزي وزو بدار الثقافة مولود معمري، حضره مختصون في الطب الشرعي و الأمن الوطني و الدرك و غيرهم ، أن الجزائر تسجل في السنوات الأخيرة صورة جديدة للعنف بعد انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي،مؤكدة بأن العنف الرقمي هو ظاهرة بحد ذاتها و تأثيره على الأطفال كغيره من أشكال العنف الأخرى، فهناك دراسات أثبتت أن الممارسات الافتراضية لها نفس تأثير العنف المباشر على الطفل، مثل العنف الجسدي أو اللفظي الممارس في المؤسسات التربوية على سبيل المثال، و من بين آثاره على الصحة النفسية للطفل، ذكرت المختصة القلق و الاكتئاب و الإحباط و الشعور بالخوف و ضعف التحصيل الدراسي ، و في بعض الحالات ترك مقاعد الدراسة كنتيجة حتمية، عندما يصبح الطفل محل سخرية و تآمر من طرف زملائه الذين ينشرون عنه شائعات أو يلتقطون له صورا و هو يغير ثيابه في المدرسة بواسطة الهاتف النقال على سبيل المثال.من بين آثار العنف الرقمي أيضا، حسب المتحدثة، اصابة الأطفال باضطرابات في الأكل و تعاطي المخدرات، و السلوكات العدوانية و الجنوح، مضيفة بأن اخطر آثار هذه الظاهرة هو الانتحار، و ذكرت حالة لفتاة مراهقة عرضتها عليها مديرية الأمن الوطني، في إطار بحث تعده ، تم تصويرها من طرف زميلة لها بالهاتف النقال، و هي تغير ملابسها الرياضية في المدرسة، و قامت بتوزيع الصور على زملائها، و أصبحت الضحية عرضة للابتزاز، و بعدما طفح بها الكيل حاولت الانتحار بإلقاء بنفسها من الطابق الرابع لمسكنها العائلي، مضيفة بأن مصالح الأمن اكتشفت أن وراء قيام الفتاة بمحاولة الانتحار، التهديدات و الابتزازات التي تعرضت لها بسبب التكنولوجيا الحديثة.الباحثة في علم النفس شددت أن كل طفل أو مراهق يمكن أن يكون ضحية للعنف الرقمي، لكن هناك عوامل خطر تجعل الطفل أو المراهق أكثر عرضة لذلك، على غرار شعوره بالنقص في المهارات الاجتماعية و انطوائه و عدم قدرته على التعاون و التواصل أو التحدث مع الغير، و من عوامل الخطر أيضا، كما ذكرت الأستاذة نزيهة، إصابة الطفل بالسمنة و شعوره بالاختلاف و لوم الذات، فضلا عن الوضعية الاجتماعية و الاقتصادية ، و هناك بعض حالات الانتماء الديني و حتى الجنسي. و أوضحت المتحدثة أن الجزائر لا تتوفر على معطيات علمية حول تفشي هذه الظاهرة، داعية إلى إجراء بحوث علمية على مستوى المؤسسات التربوية حول الظاهرة، و شددت على تدخل الأولياء بالدرجة الأولى للتصدي للعنف الرقمي بمراقبة أبنائهم و التحدث معهم و ملاحظة كل التغيرات التي يمكن أن تحدث في سلوكاتهم و رغباتهم، مثل الإعلان المفاجئ عن رغبتهم في ترك مقاعد الدراسة كما ركزت المتدخلة على دور الطاقم التربوي و مصالح تكنولوجيات الإعلام و الاتصال في حماية الأطفال من العنف الرقمي. و شددت من جهة أخرى على ضرورة إخضاع استعمال الأبناء للشبكة العنكبوتية لقانون أخلاقي محروس، و تعليمهم عدم تقديم معلومات شخصية للأشخاص الغرباء و أيضا تجنب إعطاء كلمة السر للأصدقاء، و بالنسبة للمؤسسات التربوية دعت الباحثة إلى إدراج حصص و نشاطات للتوعية و الوقاية من العنف الرقمي و شرح آثاره.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)