الجزائر

الباحث والناقد السوداني السر السيد ل"البلاد" : فنانونا لا يراقبون.. ينتقدون رئيس الجمهورية ويحصلون على أموال الدولة



الباحث والناقد السوداني السر السيد ل
حاورته/ حسناء شعير
- من حسنات المسرح الجزائري عدم مركزيته وتوظيفه للأمازيغية مع العربية
يعتقد الناقد المسرح السوداني السر السيد محمد الأمين أن المسرح الجزائري مؤسس على بنية تحتية وتاريخ كبير وقائم بفضل أسماء تعد رموزا للمسرح مثل الراحل عبد القادر علولة، وكان لهم الفضل في التأثير على المشهد العام للمسرح العربي..
- كيف يتحدث الناقد المسرحي السر السيد محمد الأمين عن نفسه؟
أنا باحث وناقد مسرحي سوداني أكتب في مجلات وصحف سودانية وعربية عديدة، وصدر لي عدد من الكتب عن قضايا المسرح وعلاقته بلغة التعبير وقضايا الدولة في السودان ومؤلف منها "المسرح السوداني.. مسرحيون وقضايا" يتناول حياة عدد من المسرحيين السودانيين، بالإضافة إلى تحليل وجمع عدد من المسرحيات الشبابية ضمنتها في كتاب من جزئين، إلى جانب التوثيق لأهم الممثلين السودانيين واسمه إبراهيم حيازي في كتاب عنونته ب"التمثيل مهنتي".
- حدثنا عن الحركة المسرحية في السودان وأهم معالمها؟
إن الحركة المسرحية في بلدي تعود إلى عام 1903 ولا تزال.. وأعتقد أن المسرح في السودان إذا ما قورن بالمسرح العربي؛ يشهد حركية ونشاطا يجعل من وضعه أفضل بكثير من باقي المسارح في البلاد العربية.. هل تعرفين أننا انتهينا من الدورة ال13 لمهرجان دولي في المسرح وهو مهرجان قائم بذاته ولعلك تلاحظين أنه أسبق من المهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر الذي بلغ الثماني سنوات.
- ما الذي يجعل المسرح السوداني يحتل الصدارة بنظرك؟
هناك سمة أساسية تميزه.. وهي انفتاحه على كافة الثقافات والتجارب العالمية، عربية كانت أو إفريقية وحتى أوروبية، حيث إن المسرح السوداني استطاع أن يؤسس قاعدة جماهيرية، وهذا ليس كلامي فقط بل بشهادة الجميع.. أضيفي إلى هذا الإقبال الكبير على العروض المسرحية الذي يصل في كثير من الأحيان ال3000 متفرج يقبلون على المسارح التي هي عبارة عن فضاءات مفتوحة. كما أن المشهد المسرحي بالسودان متغلغل في تاريخ طويل.
- نفهم من قولك أن المسرح السوداني منفتح على كافة الثقافات وعدم خضوعه للرقابة؟
يمكن الجزم بهذا لأننا فعلا لا نواجه مشكل الرقابة على العروض المسرحية ومساحتنا في تناول الموضوعات مفتوحة تصل إلى غاية نظام الحكم الذي لا نخشاه.. وأعطيك مثالا.. هناك مسرحية سودانية عنوانها "النظام يريد" موضوعها أن رئيس الدولة حوصر بعدد من المتظاهرين وحتى لا يتم خلعه خطر بباله أن يغير الشعب كله.. وباختصار وللتوضيح أكثر، منعت في بدايات المسرح الكثير من الأعمال المسرحية من العرض، لكن اليوم الرقابة لا تصنف واحدة من مشاكل المسرح في السودان، مع الأخذ بعين الاعتبار بعض التحفظات المتعلقة بمواضيع ذات طابع أخلاقي.
- ماذا عن التمويل.. هل الدولة تخصص ميزانية للمسرح؟
أكيد.. الدولة لا تنصرف عن فعل هذا، ولكن أموال الدولة المخصصة لتمويل المسرح توظف في غير أغراضها أي تصرف مثلا في احتفاليات شكلية لا معنى لها وهذا ما قصدته عندما قلت إننا نفتقر إلى سياسة تحكم المسرح في السودان وغياب خطاب فكري مسرحي.. وأرى أن هناك كما كبيرا من العروض المسرحية أغلبها دون المستوى.
- كأنك تتحدث عن صورة براقة لمسرح قوي في السودان لا يعرف المشاكل والعراقيل؟
لا بالعكس.. نحن نواجه صعوبات وعراقيل كالتي تعرفها أغلب المسارح، لكن ليس بصورة قاتمة؛ فمشكلتنا الأساسية ذات طابع إداري تتلخص في افتقارنا لسياسة تحكم المسرح كما أسلفت.
- وهل يقوم المسرح لديكم على الاقتباس أم التأليف؟
على الاثنين.. ننهل من الشرق والغرب ونؤلف تأليفا أصيلا ونعيد مسرحيات لكتّاب جزائريين وأمريكيين.. اشتغلنا على روايات سعد الله ونوس والكثير من كتّاب المسرح، ولعل أشهر المسرحيات في السودان هي "المهرج" للمؤلف السوري محمد الماغوط.
- كيف تنظر إلى الحركة المسرحية في الجزائر؟
بالنظر إلى الدورات الثمانية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف واطلاعي على المشهد لديكم ومساهمات النقاد؛ أعتقد أن المسرح الجزائري مؤسس على بنية تحتية وتاريخ كبير وقائم بفضل أسماء تعد رموزا للمسرح مثل الراحل عبد القادر علولة، وكان لهم الفضل في التأثير على المشهد العام للمسرح العربي.. كما أن هناك خاصية للمسرح في الجزائر.. فهو ليس ممركزا بالعاصمة كما نراه في البلدان العربية، بل هو مسرح ذو أذرع، بالإضافة إلى استثمار اللغة الأمازيغية جنبا إلى جنب مع العربية.. وهناك أمر آخر لا يمكن تجاهله وهو أن انفتاح المسرح الجزائري على الغرب منحه علاقات ومعلومات تقربه من المشهد العالمي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)