الباحث مولود عويمر يكشفمساهمة المرأة والطلبة في نقاشات احتكرها كبار المثقفين

يناقش الكاتب والباحث مولود عويمر، في كتاب جديد بعنوان ”السجالات الفكرية في الجزائر”، إشكالية مشاركة ومساهمة الأدباء والباحثين والأئمة وعلماء الدين في النقاش الفكري حول عديد القضايا سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، دون أن يفصلها عن غياب البعض لأسباب مختلفة مما يؤثر أحيانا على مستوى النقاش.قال الباحث والدكتور في التاريخ المعاصر، مولود عويمر، في ملخص الكتاب الصادر عن دار أيد كوم للنشر والتوزيع، بأنّ مساهمة المفكرين الجزائريين سواء كانوا أدباء أو باحثين سوسويولوجيين أو أئمة أو رجال دين أو سياسيين أو كتّابا، لهم وزن في الساحة الجزائرية، لم تكن مقصورة عليهم فقط، بل عرفت مشاركة الطلبة الذين عبرّوا عن آرائهم ووجهات نظرهم بأسماء صريحة وحقيقية أو بأسماء مستعارة. مضيفا أنّهم اعتبروا ما يقومون به وسيلة من وسائل التحصيل وواجبا من جهة أخرى.بالمقابل، أشار الباحث مولود عويمر في السياق بأنّ تمثيل النساء في النقاشات كان يختلف من فترة لأخرى، حيث ظلّت قبل الخمسينيات ضعيفة جدا، بينما بدأت بالبروز بعد الخمسينيات، حيث ساهمن في السجال الفكري ليس على صعيد قضايا المرأة فقط التي هي من صميم اهتماماتهن بل جادلن في مواضيع مختلفة كانت لزمن طويل حكرا على الرجال.ويؤكد مولود عويمر بأنّ مدة السجالات اختلفت من فترة لأخرى حتى وجدت من حطمت رقما قياسيا في الزمن، استفزت بعض الشعراء والأدباء، كما قال بأن ”هناك مناظرات دامت زمنا قصيرا ولم يقدمها إلا شخصان وتجاوز صداها حدود الجريدة التي انطلقت منها، لتنتقل إلى صفحات جرائد جزائرية كثيرة، وعرفت تفاعل القراء من خارج البلاد معها وما تناولته من مواضيع”، حيث يلّح أنّ من تفاعل معها كانت النخبة والطبقة المثقفة الجزائرية المقيمة في تونس والمغرب وفرنسا ومصر.وفي السياق ذاته أوضح عويمر بأنّ هذا الكتاب الذي صدر بدعم من وزارة الثقافة في إطار الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب، يهدف محتواه إلى إتاحة الفرصة للطالب والباحث من العودة إلى هذا التراث المتناثر بين أوراق الصحف بيسر وسهولة.