الجزائر - A la une

الباحث في التاريخ عمر كارليي جامعة باريس 7: سلطة بوضياف كانت الأقوى في مجموعة 22



الباحث في التاريخ عمر كارليي جامعة باريس 7: سلطة بوضياف كانت الأقوى في مجموعة 22
دعا الباحث عمر كارليي من جامعة باريس ,7 الأحد الماضي، من منبر ملتقى ''تحرير التاريخ'' بالعاصمة، إلى تحليل وتفكيك تركيبة مجموعة ,22 لفهم ما وقع قبل 1 نوفمبر ,54 وقال الإستاذ إن محمد بوضياف مارس سلطته وقوته على المجموعة كلها، وكان أكثر نفوذا من بن بولعيد نفسه. وتساءل عن خلفية غياب كريم بلقاسم، وطغيان قادة الشرق الجزائري على الاجتماع.
يرى كارليي أن مجموعة 22 حددت مصير اللجنة الثورية للإتحاد والعمل، عندما وضعت حدا لنشاطها، وأن هذا الاجتماع المنعقد في جوان ,54 والذي لم يتجاوز يوما واحدا، ترتبت عنه أحداث كبيرة، لأنه حدد الساعة الحاسمة لانطلاق الثورة ودخول مرحلة جديدة في التعامل مع المستعمر الفرنسي، متأسفا في السياق ذاته تركيز الاهتمام على تواريخ بعينها، خصوصا الفاتح نوفمبر وسنوات الحرب، دون اجتماع 22: ''علينا أن نفسر التاريخ من خلال سلوك الرجال والابتعاد عن مجرد السرد الروائي للأحداث وتعداد البطولات''، فرغم ''شهرة'' المجموعة إلا أن حيثياتها ''غير معروفة'' من حيث غياب أبحاث حول مجريات الاجتماع وطبيعة المجتمعين.
ركز كارليي على خمسة أبعاد رئيسية لدراسة المجموعة، بدءا بالبعد العددي، وعلاقة مجموعة 22 بمجموعة الخمسة، ثم السادسة فالتاسعة... مفسرا ذلك بتجنب تعيين شخصية واحدة على رأس الفريق، تفاديا للزعامة الفردية، والترتيب العسكري. كما تساءل المحاضر، فيما إذا كان الاجتماع في إطار لجنة أو تسمية أخرى، مشيرا إلى غياب وثائق تثبت طبيعة اللقاء. يصف الباحث قرارات المجموعة ب ''الجنون'' وأنهم ''حللوا الوضع وفق تجربتهم وأخذوا بعين الاعتبار ما حدث حولهم بدءا من المغرب وتونس، فانهزام فرنسا في الفيتنام، وأزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ، وكل الأخطاء المقترفة في فترة ,4540 وغيرها من الأسباب عجلت بقرار الكفاح المسلح.
وقد لعب محمد بوضياف دورا محوريا -حسب كارليي- فقال إن مجموعة 22 هي في الواقع ''مجموعة بوضياف''، وبموافقة مصطفى بن بولعيد نفسه. كما وصف عمل بوضياف ب ''الانقلاب'' الذي باركه بن بولعيد بصفته شخصية استراتيجية ومحورية في مخطط الكفاح المسلح، علما أن بوضياف الذي نفذ من الحبس بعد اكتشاف أمر المنظمة السرية، كان أعلى مرتبة من بن بولعيد في الاجتماع، بالرغم من أن بن بولعيد كان أعلى رتبة من بوضياف في حزب الشعب الجزائري. ويضيف: المجموعة أخذت بقرار الخمسة في واقع الأمر''. أسئلة كثيرة طرحها المحاضر في عجالة من أمره غياب كريم بلقاسم عن الاجتماع، والنتائج الثقيلة المترتبة عن ذلك؟ طغيان تمثيل الشرق الجزائري على حساب مناطق أخرى من الوطن؟
تطرق كارليي إلى أصل كل قادة الثورة، فكلهم جاءوا من حزب الشعب الجزائري، وأعضاء فاعلين في المنظمة السرية، ما عدا مجموعة الجزائر التي ضمت عثمان بلوزداد ومرزوقي وزبير حجاج. وعن الأبعاد الأخرى تحدث الأستاذ عن القالب التعليمي للرجال، دراستهم في الزاويا والمدارس القرآنية، رأسمالهم الثقافي المشترك والفوارق العمرية بينهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)