الجزائر

الباحث الفرنسي دينس غريل من تلمسان إذا كانت سوريا تحتضنهم فعلى الجزائر عدم نسيان علمائها



دعَا الباحث الفرنسي المسلم دينس غريل، المتخصّص في التراث الصوفي، إلى عدم نسيان الجزائر لعلمائها المشاهير ببلاد الشام من أمثال الشيخ محمد بن الهاشمي من مواليد مدينة سبدو جنوب تلمسان سنة 1981، وهو شخصية شهيرة خلّفت تراثاً علمياً وميراثاً تربوياً صوفياً، مازال سكان وعلماء الشام يستلهمون منه إلى يومنا هذا.  عاد المحاضر الّذي كان يتحدث أمام المشاركين في ملتقى الدروس المحمدية بتلمسان أوّل أمس، إلى طفولة الشيخ الهاشمي وكيف هاجر من مدينة سبدو بعد وفاة والده ليستقر رفقة عائلته بمدينة تلمسان في بداية القرن العشرين، وهناك لازم مساجدها وزواياها فوجد ضالته بالقرب من الشيخ محمد بن يلس، فأخذ عنه مبادئ العلم والتربية وأصبح من مريدي وفقراء زاويته ليس بقناعة المريد الذي يخدم الشيخ وإنّما هو يخدم الله في أبجديات وتراث الصوفية.
وأضاف دينس غريل أنّه حينما قرّر الشيخ محمد بن يلس الهجرة من تلمسان نحو دمشق بعد فتوى المسجد الكبير الشهيرة سنة 1911م والتي حرّمت التّجنيد في صفوف المستعمر الفرنسي، التحق به الشاب محمد الهاشمي واستمر في خدمته بدمشق السورية، وهناك صقل معارفه العلمية على يد علماء الشام من أمثال الشيخ جعفر الكتاني والشيخ بدر الدين الحُسيني.
وفي سنة 1927، يضيف المحاضر، انتقل الشيخ محمد بن يلس إلى جوار ربّه فخلفه على رأس الطريقة الشيخ البوزيدي العلوي المستغانمي، وبعد ثلاث سنوات سافر الشيخ البوزيدي إلى الحج والتقى الشيخ محمد بن الهاشمي وعيّنه خليفة للطريقة على مستوى الشّرق الأوسط كلّه. وأفاد البحث الفرنسي بأنّ من مؤلفات الشيخ، المشهور في بلاد الشام وغير المعروف حتّى بمسقط رأسه، بعض المؤلفات في العقيدة وعلم التّوحيد مثل شرح نظم عقيدة أهل السُنّة، أو مؤلفه الأكثر شهرة ''مفتاح الجنة في شرح عقيدة أهل السُنّة''.
واعتبر الأستاذ بجامعة إكس أونبروفانس أنّ الشيخ بن الهاشمي كان من مجدّدي الطريقة الشاذلية، من خلال تركيزه على التّربية والتّزكية قائلاً إنّه كان مكوّناً ومربياً يركّز على فهم العقيدة وتزكية النّفس وكان على قناعة شيخه محمد بن يلس في معاداة ومحاربة الاستعمار عن قناعة وطنية وإسلامية، وانتقل إلى جوار ربّه سنة 1961م بمدينة دمشق ودفن فيها، قبل أن يعيش استقلال الجزائر. غريل قال إنّ مثل هؤلاء العلماء مفخرة لتلمسان والجزائر، وإذا كانت سوريا تحتضنهم فعلينا وعلى الجزائر عدم نسيانهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)