الجزائر - A la une


في كل مرة أستمع لندوة صحفية أو كلمة للأمينة العامة لحزب العمال إلا وورد على لسانها "التدخل الأجنبي" واتهام كل من يخالفها الرأي بالعمالة للخارج، و المضحكات المبكيات في هذه الاتهامات التي توزعها " حبيبة العمال" بالكيلو على من يخرج عن أفكارها ورؤيتها للأمور، أن العمالة توجه فقط لمن لا تر فيه بوافق توصراتها، بل أذكر أنها مرة اتهمت 3 صحفيين كانوا يشتغلون في أحدى الأسبوعيات بعمالتهم لوكالة الاستخبارات الأمريكية، لأن فقط كاتب المقال كتب ضدها، ومدير نشر ورئيس تحرير الأسبوعية وافقوا على نشره، وعقب صدور المقال اكتشفت حنون أن هؤلاء عملاء للاستخبارات الأمريكية، لكن قبل أن يكتبوا ضدها لم تكن تعلم أنهم عملاء، وحتى الشباب البطال في ورقلة الذي ينوي القيام بمسيرة لمطالبة بحقه في العمل تعتقد الخالة لويزة أنهم مسنودين من جهات أجنبية، كما تحدثت عن تدرب 20 شابا في تونس تحضيرا للثورة في الجزائر،ونحن هنا لا نكذبها ولا نقول أنها تتحدث من فراغ، ولكن ما دام أن الاتهامات عند أمينة حزب العمال -رغم أنه لم يعد لدينا عمال لأن الكل بطال- جاهزة ما عليها سوى تقديم الأدلة لتقديم هؤلاء للمحاكمة، فالعمالة للخارج ليست بالشيء الهين أو التهمة البسيطة التي يمكن أن تمر هكذا والسلام، ولكن اتهام الناس ربما هو الشيء الهين والبسيط، المشكلة الحقيقية لم تعد في الأيادي الأجنبية على كل حال، ولكنها في الأيادي الداخلية الخفيفة التي تلعب لعبة الساحر تخفي الملايير في لمح البصر هناك لدى الذين يوجد عندهم أيادي أجنبية، ولولا الأيادي الداخلية لما وجدت الأيادي الأجنبية أصلا .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)