الجزائر

الاهتمام بالحالة النفسية لضحايا العنف ضرورة ملحة



الاهتمام بالحالة النفسية لضحايا العنف ضرورة ملحة
حذرت سميرة فكراش، مدير عام لمركز البحوث والتطبيقات النفسانية، من خطورة عدم التكفل بالحالة النفسية للأطفال ضحايا مختلف حالات العنف التي تسلط عليهم، سواء بالوسط العائلي أو الخارجي، وقالت في حديثها ل«المساء"، بأن عدم الاهتمام بالجانب النفسي للطفل يؤثر على تصوره لحياته وعلى بناء شخصيته في المستقبل".تحول الطفل في الآونة الأخيرة إلى فريسة سهلة المنال، حيث بات المجرمون يختارونه لارتكاب جرائهم، وعلى الرغم من المجهودات المبذولة على الصعيدين القانوني والأمني، إلا أن الاعتداءات لا تزال تستهدفهم، ومن هنا اتجه الاهتمام إلى التكفل بالجانب النفسي للأطفال ضحايا الاعتداءات. وحسب المختصة النفسانية سميرة، فإن مختلف حالات العنف تترك آثارا على شخصية الطفل وعلى طريقة تصوره للحياة، خاصة إذا كان العنف الممارس عليه مزيج بين جسدي وجنسي"، لأن هذا الأخير، تضيف، سيشكل جدار الصمت الذي يصعب كسره ويدفع الطفل إلى نكران واقعه ويزيح شخصيته ويجعله ميكانيزمات دفاعية حتى يظل على قيد الحياة، لأن مفهوم الحياة بالنسبة له تحول إلى ارتباط مع فعل الاعتداء الذي تعرض له، خاصة في حال زنا المحارم الذي أخذ في الآونة الأخيرة منعرجا خطيرا في مجتمعنا".من بين أوجه الاعتداءات التي أصبحت تستهدف الأطفال في الآونة الأخيرة، تكشف المختصة هي تلك التي تقع بين الأطفال، حيث نجد الأطفال يعتدون على بعضهم البعض، وبلغ الاعتداء حد العنف الجنسي من قرينه في السن، الأمر الذي يخلف لديه جرحا نفسيا كبيرا والشعور بمشاعر العار، لذا تؤكد المختصة: "لابد من مرافقة الطفل بعد الاعتداء لأن الآثار سرعان ما تظهر، مثل الاكتئاب والاضطرابات العصبية، الأمر الذي يقود في بعض الأحيان إلى الانتحار نتيجة العنف الذي وقع عليه، ولم يجر التكفل به في أوانه، مشيرة إلى أن عوارض العنف قد تظهر على سلوك الفرد، وفي سن متقدمة من 40 سنة فما فوق.المطلوب اليوم مادام أن الاعتداءات أصبحت تستهدف فلذات أكبادنا، تقول المختصة، التوجه نحول تفعيل بعض الآليات على مستوى الأسرة أولا والممثلة في الاستماع والاهتمام بكل ما يصدر عن الأطفال من أقوال، وأخذها على محمل من الجد، وكذا مراقبة سلوكاتهم وبحث أسباب تغيرها إن تبدلت، والعمل على إخطار الجهات المعنية في حال التأكد من وقوع أي نوع من الاعتداءات، حتى وإن كانت عبارة عن لمس بعض أعضاء الأطفال سواء من فبل أشخاص بالمحيط الأسري أو المدرسي أو في الشارع، لأنها تشكل كلها عنفا لابد من محاربته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)