تداولت وسائل الإعلام المصرية تصريحات "خطيرة" سابقة لصدقي صبحي، رئيس أركان الجيش المصري أكّد فيها أنّ ما وقع في الجزائر بعد الدّور الأوّل للانتخابات التشريعية سنة 1991 والتي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بالأغلبية هو "انقلاب عسكري" على سلطة منتخبة أرادت تطبيق الشريعة الإسلامية، ليتّهم الأطراف التي أوقفت المسار الانتخابي بأنّها أدّت إلى مقتل 150 ألف جزائري.وحسب البحث الذي نشره موقع أمريكي للعلوم العسكرية تابع لكلية الحرب الأمريكية تحصّلت الشروق على نسخة منه، فإنّ صبحي أحد مهندسي الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي بتاريخ 03 جويلية الماضي شدّد كما هو في الصفحة رقم 10 من بحثه على أنّ الجزائر: "نفذت إصلاحات ديمقراطية وأقامت انتخابات نزيهة بمشاركة الأحزاب الإسلامية سنة 1990 و1991، وكان الفائز في تلك الانتخابات التيارات الإسلامية التي كانت تدعو لفرض الشريعة الإسلامية في الجزائر"، ليتابع في رسالة الماجستير التي قدمها أثناء دراسته بكلية الحرب الأمريكية عام 2005، على أنه يعتبر ما حدث في الجزائر عام 1991 انقلابا عسكريا كامل الأركان على سلطة إسلامية منتخبة؛ أدى لحرب راح ضحيتها أكثر 150 ألف شخص.وأضاف صبحي كما هو مبيّن في كتابه بأنّ "الجيش الجزائري انقلب ليمنع وصول السلطة للتيار الإسلامي - في إشارة إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ -، وأدى هذا الانقلاب بالجزائر -كما قال بالحرف- إلى حرب أهلية كبيرة في الفترة بين عامي 1992- 1999 وقتل بسبب هذا الانقلاب 150 ألف شخص، وتسبب في خسارة الجزائر لاقتصادها".كما شدّد على أنّ ما سمّاه "الانقلاب العسكري" الذي حدث في الجزائر عام 1991 تسبب في خسائر فادحة في البنية التحتية بلغت ملياري دولار على الأقل، مشيرا إلى أن ذلك الانقلاب أجهض انتصارا سياسيا شرعيا حققته جبهة الإنقاذ الإسلامية. وأضاف صبحي في بحثه الذي يحمل عنوان "الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.. قضايا وآفاق"، وكان الفائزون في هذه الانتخابات تحت لواء جبهة الإنقاذ الإسلامية، دعاة فرض الشريعة الإسلامية في الجزائر، مشيرا إلى أن ذلك الانقلاب أجهض انتصارا سياسيا شرعيا حققته جبهة الإنقاذ الإسلامية.وكان وزير الدّفاع ورئيس الانقلاب عبد الفتّاح السيسي قد هاجم بدوره الجزائر في ورقة بحثية قدّمها قبل سنوات قليلة وتحمل عنوان "الديمقراطية في الشرق الأوسط" وصفها فيه مع العديد من الأنظمة التي تحظى بدعم الولايات المتّحدة الأمريكية أنّها "غير ديمقراطية ولا تحظى بالضرورة بالاحترام في الشرق الأوسط".تنشر هذه التصريحات في وقت يتحدّث الكثير من المتابعين للشأن المصري عن "تكرار" المقاربة الأمنية الجزائرية في مصر، وفي ظل زيارة وزير الخارجية في حكومة الانقلاب نبيل فهمي للجزائر، والذي استقبل بحفاوة رغم تصريحاته بأنّ ما يجري في مصر مشابه لما سمّاه بالإرهاب والعنف الذي مرّت عليه الجزائر، وهو ما يخالف قوانين ميثاق المصالحة الوطنية في المواد 45 و46 والتي تنصّ على عقوبة من ينكأ جراح المأساة الوطنية بالسجن 3 سنوات مع غرامة مالية.وتعد تصريحات قادة الانقلاب العسكري في مصر حول أحداث العشرية الحمراء إدانة صريحة لانقلابهم الصريح على شرعية الرئيس مرسي، وإذا كانت الجبهة الاسلامية للإنقاذ المحظورة قد فازت في انتخابات واحدة لم تكتمل، فإن الإخوان في مصر فازوا في خمسة استحقاقات انتخابية شهد العالم بشرعيتها، بل وتسلموا السلطة ومارسوها بجدارة واستحقاق، ما يعني ان تصريحات القادة العسكريين تنعكس عليهم وتضعهم في حرج كبير وهم يدفنون إرادة الشعب المصري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com