يرتبط الانتحار دائما بعاملي الزمن والتغير الاجتماعي. ولدراسته كسلوك غالبا ما نعود إليه ولأسبابه بعد ما يتم واقعيا. لذلك فهو حالة موت ناتجة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن فعل إيجابي أو سلبي تقوم به الضحية بوعي كامل بالنتيجة التي ستنجم عنها وكيفما كانت النظرة إليه كفعل شجاع أو جبان، رغم أن جميع الديانات اتفقت على نقطة أساسية تتمثل في أن الله هو الذي يعطي الحياة وهو الذي يأخذها، ورغم كون هذا الفعل قديم قدم الإنسانية، إلاّ أنه تم تناوله كمفهوم دراسي لأول مرة في معجم علمي سنة 1752 1 . لتأتي بعد ذلك الدراسة الدوركايمية شاملة لكل حالاته كالأناني والغيري والأنومي واللامعياري Fataliste - Anomiste - Altruiste- Egoïste وفي الحالات القصدية وغيرها. ومن هنا نرى أنه إذا كانت القراءة الفلسفية لظاهرة الانتحار تدور حول فكرة إثبات الذات، عن طريق القيام بهذا الفعل مباشرة، لعجز الضحية عن مواجهة الحياة، وبين اختيارها لواقع آخر، فإن مستوى التصور يكون مخالفا للواقع الذي تعيشه الضحية. يقودنا كل ذلك إلى مقاربة زمكانية للظاهرة كفعل يلقي بالجسد، والحياة على وجه التحديد، خارج إطار المنظومة العلاقاتية والسوسيوثقافية. كيف يمكننا على ضوء ذلك دراسة ظاهرة الانتحار في مجتمعنا اليوم وهل يمكننا اعتماد المفاهيم التي أنتجت قبل خمسين سنة من اليوم؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - معاشو جيلاني كوبيبي - سلاف معطى
المصدر : مجلة المواقف Volume 1, Numéro 1, Pages 71-78