لم يكن يساورني الشك مطلقا في الروح الانهزامية ولا في عقدة النقص التي يمتاز بها ساستنا ومسؤولونا الكبار أمام فرنسا والفرنسيين، لكنني مع زيارة الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند الأخيرة ازددت يقينا وتأكدت من أن هذا المرض العميق لن يبرحهم إلى أن يموتوا بعد طول عمر ويورثوه لأبنائهم من بعدهم... ما هذا الانبطاح وما هذه المازوشية المفرطة، ما الذي يجعلنا نجلد ذاتنا ونحن من أرض طيبة أنجبت خيرة الرجال وضحى من أجلها شهداء بررة من أجل أن يتركوكم تسوسوننا ولكن ب”رجلة” و”نيف” لا بهذا الطحين وهذا اللحس للأحذية وقصائد المدح التي لقنتموها بلغة المستعمر لأبنائنا الأبرياء في تلمسان وفرضتم عليهم إنشادها أمام ضيفكم الكبير... ألم يكن فيكم يا ساستنا رجل واحد حكيم يوقف مهازلكم عند حدها... ألم تخطر ببالكم فكرة إحراج الرئيس الفرنسي بوضع ترجمان بينكم وبينه حتى تؤكدوا له بأن للجزائر والجزائريين لغة أخرى غير تلك التي حاولت بلاده تكريسها بيننا لغة أخرى حاول الاستعمار طمسها كما طمس كثيرا من معالم الرجولة فينا... إنكم حين تفعلون ذلك ستؤكدون له بأن الجزائر استرجعت فعلا استقلالها... لكن مع الأسف رحتم تبالغون في المزايدة على الفرنسيين بالحديث بلغتهم حتى الذي كان ينطق R راء كغالبية الجزائريين سمعناه هذه المرة ينطقها غينا لتحسيس الضيف الكبير ومرافقيه الكبار أيضا بأننا ما زلنا تحت أقدامهم.. قلت مرة في إحدى قصائدي:
”هذي فرنسا تعيد اليوم كرتها
أهلا فرنسا فلسنا اليوم أعداء
خذي الجزائر شعبا شئت أم وطنا
خذي الجميع فقد صرنا أذلاء”
إنني أيها الأعزاء أشعر بالمرارة فاعذروني...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com