الجزائر

الاكتظاظ..القدر المحتوم :



الاكتظاظ..القدر المحتوم                                    :
هل ''الاكتظاظ'' قدر محتوم على الجزائريين؟.. فأينما وليت وجهك تصادفك أكوام من البشر تنتظر دورها في صبر... اكتظاظ في المدارس، في المستشفيات، في الحافلات، في القطارات، في الطرقات، في البلديات، في مكاتب البريد، في المحاكم، في المطاعم، في السجون، في الشواطئ، في الحدائق، في محطات الوقود... وحتى في المقابر... نعم المقابر التي أصبحت مكتظة وتحتاج لواسطة لتجد قبرا لا قدر الله لقريب أو صديق... يحدث هذا في الوقت الذي تفوق مساحة الجزائر 3,2 مليون كيلومتر مربع، ما يسمح لكل جزائري أن يتربع على قطعة أرض تفوق 051 كيلومتر مربع..
لقد أصبح هذا الاكتظاظ يشكل كابوسا حقيقيا يفكر فيه الإنسان مليا قبل الإقدام عليه، وفي بعض الأحيان يضطر لإلغاء ما كان يحضر له في الصباح، الذهاب إلى المستشفى للعلاج أو إلى البلدية لاستخراج وثيقة إدارية مهمة أو إلى مركز البريد لاستخراج النقود رغم حاجته الماسة إليها، أو إلى الشاطئ والحديقة للتنزه، وهذا حتى لا يفقد أعصابه ويرتفع ضغط دمه وتزداد معها نبضات قلبه، فينتهي به المطاف إما في المستشفى بعد أن ينهار عصبيا أو في السجن بعد أن يفقد أعصابه ويرتكب جريمة المتهم فيها هو ''الاكتظاظ''.
الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي قال أمس أمام نواب المجلس الشعبي الوطني بأن حكومته ''ستكون في مستوى تطلعات الجزائريين وأن هنالك نية حسنة وإرادة قوية'' لمعالجة المشاكل في كل القطاعات، وأن حكومته ستعمل كفريق واحد لتحسين الخدمة العمومية والتكفل بمختلف الانشغالات اليومية للمواطنين وتقريب الإدارة من المواطن، كان عليه فقط أن ''يتفوه'' بكلمة ''كرهنا من الاكتظاظ ولابد من القضاء عليه'' حتى ينال رضا ليس الجالسين تحت قبة البرلمان بل رضا كل الجزائريين الذين سئموا وملوا من الانتظار في طوابير طويلة وعريضة لا تنتهي بزوال الأيام والليالي.
ومع ذلك سيواصل الجزائريون التزاحم وربما سيتراحمون وسيفسح بعضهم لبعض، في انتظار فرج قريب أو مخطط استعجالي آخر يخلصنا جميعا من هذا ''الاكتظاظ والازدحام''.

[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)