الجزائر

الافتتاحية : هل من أحد؟



شلل تام يضرب قطاع التربية ليومين قبل الإضراب المفتوح الذي سيبدأ في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. أمناء الضبط القضائي يشلون المحاكم والمجالس، وفي قطاع الصحة يشل الأطباء الخدمات الصحية بالمستشفيات بينما معالي وزير ربطة العنق الوردية غير مهتم بشوشرة هؤلاء كما يقول. فهل يوجد أحد في البلد؟
هل توجد حكومة تدير شؤون العباد والبلاد، تدرك خطورة ما يجري في الجبهة الاجتماعية؟ هل تدرك السلطة معنى هذه الرسالة؟ هل قرأتها جيّدا؟
المجتمع يعبّر هذه الأيام عن رفضه للواقع الذي يعيشه بطريقته، وهو يرفض التسيير الحالي وكل ماله علاقة بالوضع السياسي المفبرك.
لا يمكن لمجتمع يبحث عن حقوقه أن ينخرط في المشروع السياسي لأي طائفة من الطوائف المتناحرة على مطبخ الحكم، كما أن السلطة فشلت في مخاطبة عقول الجزائريين بواسطة الأدوات الغبية التي تعتقد أن الشارع الجزائري يمكن قيادته بسهولة، فالمسرحيات التي تعرض هنا وهناك لن تغيّر من الوضع المتأزّم في البلاد، كما أن معالجة مشاكل الجزائريين لا تتم بواسطة التهريج السياسي والإعلامي.
إذا استمر الوضع في البلد على النحو الذي نراه ونسمع عنه، فإننا سنخلق في كل قطاع ميدان تحرير سيتحوّل في النهاية إلى ميدان عصيان يدفع بكل التعقيدات نحو السطح، وهي تعقيدات نحن في غنى عنها. مرة أخرى.. هل من أحد؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)