الجزائر

الافتتاحية : ملامح مرحلة جديدة



الافتتاحية : ملامح مرحلة جديدة
بدأت ملامح مرحلة سياسية جديدة في التشكل إثر إعلان حمس عن قرارها عدم المشاركة في الحكومة القادمة إن هي تلقت عرضا بذلك، وهذا ما يعني تموقع الإخوان في خندق المعارضة التي ستضم كل التشكيلات السياسية المتضررة من نتائج الانتخابات التشريعية للعاشر ماي.
مرحلة سيقف فيها حزب جبهة التحرير الوطني متحالفا مع التجمع الوطني الديمقراطي، هذا الأخير الذي لا يريد أن يجهر بعدم رضاه عن النتائج التي قزمته وأضعفت أمينه العام أحمد أويحيى في مواجهة الحراك المرتبط بالانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2014، والآخر المرتبط بالتعديل الدستوري المرتقب.
سيكون صعبا على حزب جبهة التحرير الوطني تحمل عبء هذه المرحلة التي تضعه في فوهة المدفع وهو يواجه مطالب اجتماعية حادة وسياسية ستتأثر بما يدور في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ستكون مرحلة محفوفة بمخاطر الانزلاق والانفجار، لأن السلطة في الجزائر ظلت تعوّل كثيرا على إشراك تشكيل يمثل قاعدة واسعة من التيار الإسلامي في الحكومة المتعاقبة، فتحالفها مع هذا التشكيل الإسلامي قادها إلى أن تقطع مرحلة التسعينيات بأقل الخسائر السياسية، وغياب التيار الإسلامي عن واجهة الحكم في الجزائر وسط الألوان الإسلامية الظاهرة بشكل واضح في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا والعالم العربي بصفة عامة، سيؤدي إلى ظهور مناخ سياسي غير مريح يحيط بنا من الخارج والداخل.
هذه بعض ملامح المرحلة القادمة التي ستتأثر دون شك بحالة القلق الشعبي الظاهر بسبب فرملة الإصلاحات وتعليق الآمال، وانعدام الأفق السياسي في التغيير السلمي الذي كانت تريده الأغلبية بواسطة الصناديق لإدراكها بخطورة ما تنتجه سياسة العنف خصوصا أن الجزائريين يؤمنون بأن مرحلة العنف تجاوزتها العقول الواعية التي خبرت معاني الانزلاق والمغامرة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)