الجزائر - A la une

الافتتاحية : مزايدة الفساد البلدي



المنتخبون الجدد في المجالس المحلية لا يتحالفون من أجل تسيير شؤون المواطنين، بقدر ما يتحالفون لأجل مصالحهم، ومن المؤسف حقا أن يتحوّل الشأن العام إلى آخر اهتمامات هؤلاء الجدد الذين جاءت بهم انتخابات مشكوك في نزاهتها.
سمعنا الكثير من القصص هذه الأيام عن بورصة التحالفات الحزبية واللعب بالمقاعد وبالترتيب، وقد بلغ سعر التنازل أو التحالف المليار سنتيم في بعض البلديات، والأكيد أن صاحب الحظ في كل هذه التحالفات هو الذي لم يمنحه الصندوق غير مقعد أو مقعدين، لكنّه سيكون محل مزايدة من قبل المقاولين الذين رشّحهتم أحزابنا الوطنية.
ومن المؤسف أن يشرف منتخبون في البرلمان على سوق الرشاوى السياسية والمالية التي يعربد فيها الفاسدون هذه الأيام على مرأى ومسمع من مؤسسات الدولة، وهو فساد ظهر باكرا هذه المرة حتى قبل أن يعلن المجلس الدستوري عن النتائج الرسمية والنهائية للانتخابات المحلية التي جرت يوم 29 نوفمبر.
الأكيد أن المواطن يتساءل عن مستقبل بلديته على ضوء هذا المظهر المشين من بيع وشراء للذمم الممارس من قبل منتخبين لم تمر 24 ساعة على انتخابهم حتى بدت مظاهر الفساد تتجلى في تصرفاتهم وتحالفاتهم.
صحيح أن القانون فتح باب التحالفات الكبرى والضرورية داخل تشكيلة المجلس الشعبي البلدي و الولائي، لكنه لم يمنح أي تفويض لهؤلاء المنتخبين للعبث بمشاعر المواطنين والضحك عليهم واللعب بأعصابهم كما هو حاصل في جل بلديات الوطن.
المطلوب إذن وضع ما يحدث هذه الأيام تحت مجهر المراقبة الصارمة، لأن أعصاب الشارع بدأت تتجه نحو الفلتان الذي يمكن أن يعمّق اليأس الذي نحذّر منه في كل مناسبة، فلا يعقل أن تظل المؤسسات ورجالها تراقب دون تدخل لوقف هذه المهازل التي تجري أمام الجميع دون رادع ولا وازع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)