الجزائر

الافتتاحية : عندما تكون الشوارع جميلة



ما أجمل أن تكون شوارع مدننا هادئة خالية من فوضى المقاهي ومعروضات المحلات التجارية التي اقتطعت من المواطن حقه في الرصيف والأسواق الفوضوية التي استحوذت على شوارع وأزقة.
هذا ببساطة ما نسميه هيبة الدولة، ويا ليتها تُعمّم على بقية الشوارع، في شارعنا السياسي فوضى لا تقل في حجمها وخطورتها عن فوضى الأسواق والمقاهي، في شارعنا السياسي تعامل بمكيالين والسلطة مطالبة بضبط التعاطي الفوضوي مع الأحزاب في حقها من الإعلام العمومي ومنابر الرأي الأخرى وفي التسهيلات الإدارية وغيرها، في شارعنا السياسي لا حق للمعارضين في إبداء رأيهم بنفس الحجم الذي تتحصل عليه أحزاب السلطة وهذه فوضى يمقتها الرأي العام وتخلّ بأبسط أبجديات التعامل مع الطبقة السياسة.. في الشارع السياسي هنالك فوضى في التعاطي مع القضايا الكبرى، فقد غابت خارطة الطريق الصحيحة للوصول إلى الهدف، الطبقة السياسية تعيش تخبطا، والسلطة تعاني انفصاما في الشخصية لذلك وجب العمل على محاربة فوضى الشارع السياسي مثلما تحارب الحكومة اليوم فوضى الشارع التجاري.
المشهد الإعلامي يعيش هو الآخر فوضى، فهناك دكاكين فضائية حوّلها تأجيل فتح السمعي البصري إلى مخلوقات فضائية غريبة، والمطلوب تنظيم المشهد الإعلامي مثلما يعمل سلال وبن بادة وباقي الطاقم الحكومي على إعادة المشاهد الجميلة لشوارعنا وليتهم كرموز للسلطة يعملون بنفس الجهد على تهيئة المشهد السياسي والإعلامي الفضائي في بلادنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)