قضى وزير التربية أبوبكر بن بوزيد على رأس هذا القطاع مدة فاقت ما قضاه عشرة وزراء مجتمعين للتربية في فرنسا، وها هو اليوم يؤسس لنظرية الوحدانية والقدم التي لا ترمز إلا لشخص اسمه بن بوزيد مثل الكلمات المفتاحية التي تُحَلُّ بها لعبة الكلمات المتقاطعة، ورغم ذلك لايزال يبرر الفشل بالمناورات السياسية التي تستهدفه، ولسنا ندري كم يريد هذا الوزير وهذه السلطة التي تباركه أن يقضي على رأس القطاع المتهالك حتى تستهدفه المناورات، إن سلّمنا جدلا بوجودها.
إذا كان الوزير لا يريد حوارا مع عمال قطاعه، ولا رأيا آخر غير رأيه ورأي من حوّل القطاع إلى مختبر للتجارب، فكيف يا ترى ينجو من «المناورات»، ووجوده وبقاؤه 18 عاما على رأس التربية والتعليم مناورة في حد ذاتها؟
ولعل أصدق ما تفوه به بن بوزيد العبارة التي قال فيها: «خلال عهدي وعهد بوتفليقة لم ينجح إلا أصحاب الذّراع»، وهذا التعبير في حد ذاته دليل آخر على أن الرجل أسس لشيء اسمه عصر بن بوزيد أو عهد بن بوزيد عندما اقتطع ما يقارب النصف من عمر الجزائر المستقلة يجرّب مختلف الوصفات في أبنائنا من المهد إلى اللحد، لدرجة أن البعض يقترح تغيير اسم «المدرسة» وتعويضه باسم «بن بوزيد» كأن نقول الدخول البن بوزيدي وليس المدرسي، وبطبيعة الحال فإن هذا لا يحدث إلا عندنا، والأكيد أن حالنا أسوأ من حال غيرنا في تجارب الفشل المدرسي التي حوّلت مسابقات وامتحانات التعليم إلى تسريب وبيع لأسئلة الامتحانات، ولو بقي في المدرسة ما يشير إلى وجود مستوى عال من التعليم والثقافة والاستيعاب ما تحولت الامتحانات إلى ما يشبه عبور حقل من الألغام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/06/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بارودي
المصدر : www.elbilad.net