لا يبدو أن التغيير السلمي بواسطة الانتخابات يروق بعض التيارات السياسية المتنابزة بالألقاب، وقد كشفت الحملة الانتخابية عن خطابها الشعبوي الذي يضرب على دف السيادة والوحدة الوطنية، وكأن التغيير السلمي يهدد السيادة الوطنية ويعجّل بالتدخّل الأجنبي، والحاصل أن الحرب ضد التغيير السلمي التي تديرها بعض الأحزاب السياسية هي من تدفع نحو تدخل القوى الدولية في شؤوننا الداخلية.
قبل سنة كان خطاب تلك الكائنات السياسية لا يتجاوز الدعوة إلى التغيير السلمي بمفردات استعطاف الشارع على طريقة «يالخاوة ويا الجماعة». أما في الحملة الانتخابية الحاصلة اليوم، فإن خطاب هؤلاء يزداد عدوانية وشراسة ضد تيارات الاعتدال والتغيير الهادئ، وبدت الأحزاب الممانعة لأي تغيير في موقع مثير للشفقة، وقد تكون الجزائر البلد الوحيد الذي تحارب فيه الأحزاب بعضها البعض، فكيف للمواطن أن يصدّق من وقفوا وراء جرائم تزوير الانتخابات وسرقة خيارات المواطنين كما أموالهم وأموال الخزينة العمومية تحت عناوين مختلفة؟
كيف للمواطن أن يصدّق خطاب هذه القوى السياسية التي تتفنن في تصدير لغة التهديد والوعيد ونشر الرعب والتخويف والتخوين.. وهذا الخطاب أثبت فشله وأدار له المواطن ظهره لأنه مستورد من زمن الرعب والترهيب، والمواطن يرفض بل ويقاوم من أجل عدم العودة إلى تلك المرحلة، والرسالة واضحة من خلال ضعف الإقبال على مترشحي الأحزاب التي تهجمت على منافسيها أكثر مما تكلمت عن برامجها، لأن الشارع يريد حلولا لمشاكله لا أحاجي عن سنوات مضت دون رجعة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بارودي
المصدر : www.elbilad.net