الجزائر

الافتتاحية : خطاب الرئيس وما بعد العاشر ماي؟


شفافية الانتخابات التشريعية ونزاهتها واحترام نتائجها وحياد الإدارة أربعة عناصر أساسية شكلت ضمانات رئاسية في خطاب بوتفليقة أمس من مدينة سطيف، ومن شأنها أن تشكل دافعا قويا لمشاركة مقبولة في التشريعيات التي ستجرى غدا في ظرف داخلي وخارجي جد حساس.
ولا شك أن الجزائريين .. الذين سيشاركون والذين سيقاطعون أو يعزفون عن المشاركة .. كلهم يتساءلون: ماذا بعد العاشر ماي؟
هل سيحدث التغيير بداية من الحكومة إلى الدستور، أم أن الاعتبارات التي تخص توازنات الحكم القائم ستكبح مرة أخرى سير الشعب نحو التغيير الحقيقي؟
هل ستختفي وجوه العشرية الماضية بدءا من الحكومة التي فشلت في التكفل باحتياجات المواطنين وتطلعات الجزائريين بصفة عامة إلى أنماط البيروقراطية التي دفعت بالشباب إلى الحرڤة والانتحار؟ هل ستنجح السلطة في تغيير أدوات الحكم التي ستتولى الإشراف على تعديل الدستور وصياغة مرحلة جديدة تضمن الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي خلال المرحلة القادمة؟
هل سيقبل الحرس القديم الذي يسيطر على مفاصل الحكم في الأحزاب ومؤسسات كثيرة بدعوة الرئيس إلى تسليم المشعل للشباب بشكل حقيقي بعيدا عن التخويف.
اليوم وبعد مرور نصف قرن على الاستقلال فإن الشباب لا يمكن له التنازل عن تضحيات الآباء والأجداد. فهل تكون استحقاقات العاشر ماي وما بعدها البداية الحقيقية لمسار التغيير الحقيقي والخطاب الصادق الذي ينفذ نحو القلب بدون حواجز؟
سننتخب ونرى ما بعد العاشر ماي .. فالامتحان الأكبر ليس غدا .. بل بعد غد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)