الكبار يدافعون عن حقوق الصغار، في وقت لا يعرف الكبار كيف يفتكون حقوقهم .. وفي الوقت الذي خرج الآلاف من البطالين في ورڤلة وولايات جنوبية أخرى مطالبين بحقهم في التشغيل والتوظيف، ينادي الرأي العام بحماية الصغار من وحشية الكبار الذين يمارسون سلطتهم على البراءة بعدما سلبت منهم النظم السياسية تلك الحرية.
وفي بلد تعجز فيه الحكومة عن حماية الصغار بواسطة منظومة تشريعية وتربوية فعالة، لا يمكن أن ننتظر من الشرطة التحوّل إلى كاميرات للمراقبة تتابع كل شخص وفي كل مكان.. لأن المشكلة في حقيقتها جوهرية للغاية، وليست شكلية ذات ارتباط بمرحلة آنية.
وتكاد الجزائر أن تكون الاستثناء، فهي البلد الوحيد الذي يطالب فيه الكبار بحقوق الصغار، بينما هؤلاء الكبار فشلوا في إيجاد الطرق الناجعة لافتكاك حقوقهم من السلطة التي يطلبون منها حماية الصغار.
إذا أردنا تأمين حقوق الصغار في الشارع والمدرسة والبيت والحي، علينا أولا تأمين حقوق الكبار في شتى الميادين والقطاعات، ولعل انتفاضة الجنوب المنادية بحقوق الشباب في الشغل، ستفتح أمامنا بداية من اليوم مرحلة جديدة تجد السلطة نفسها مضطرة لولوجها لأنها بوابة رئيسية لا بد من العبور منها نحو باقي العوالم.
الشباب سيدفع السلطة إلى اعتماد مقاييس جديدة في التعاطي مع الشغل ومع الجنوب عموما، وقد يكون هذا مفتاحا لتغيير داخلي في انماط التسيير والحكم التقليدية ببلادنا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بارودي
المصدر : www.elbilad.net