الجزائر

الافتتاحية : حدود أمريكا



الافتتاحية : حدود أمريكا
من الواضح جدّا أن الولايات المتحدة الأمريكية استفادت كثيرا من حروبها في الخليج العربي، وهي تسعى لأن تكون القوة الناعمة لليد الحديدية لدول حلف الناتو الأخرى، ومن الواضح جدا أن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما لا تريد أداء دور عسكري بارز، بل تسعى لأن توكل هذا الدور إما للبريطانيين أو الفرنسيين، وفي الحالتين ستكون واشنطن الحديقة الخلفية لكل ما تقوم به بقية الدول من الحلف الأطلسي، وهذا ما نلمسه جليا في القضية المالية والتدخل العسكري الفرنسي الذي بات وشيكا في المنطقة، وهو في الحقيقة تدخلا أمريكيا بوسائل وعتاد وجنود فرنسيين.
سفريات وزيرة الخارجية الأمريكية للجزائر تدخل في سياق التعبيد الأمريكي الديبلوماسي للطريق الفرنسي نحو "غاو" و«تمبكتو" بواسطة البر والجو، لكن فرنسا بحاجة إلى المزيد من الضغوط السياسية على دول محور الممانعة التي لا تصب في اتجاه مباركة التدخل العسكري في شمال مالي.
والولايات المتحدة الأمريكية التي يقول خبراؤها إنها لا تطمح إلى أداء دور عسكري أو سياسي واقتصادي بارز في المنطقة، تدّعي أنها لا تريد ثروات المنطقة بين يديها لأن معها ما يكفيها في المكسيك وكندا وفنزويلا من نفط، وقد أشارت بيانات مقارنة لمستوى الاحتياجات النفطية للولايات المتحدة الأمريكية من دول الخليج والجزائر تلقيتها من وزارة الخارجية الأمريكية عام 2007، كرد على مقال نشرته وقتها على مدونتي الخاصة،
فقد أوضحت الخارجية الأمريكية حرفيا أنها: "لا تنوي التوسع عسكريا في شمال إفريقيا. علاقاتنا مع دول شمال إفريقيا جيدة حيث تقوم تلك الدول بدور فاعل في الحرب ضد الإرهاب العالمي. بالإضافة إلى ذلك تحصل الولايات المتحدة على معظم نفطها من مصادر خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونحصل على نسبة بسيطة من النفط من الجزائر، وعلى سبيل المثال استوردت الولايات المتحدة من الجزائر في شهر نوفمبر من عام 2006 حوالي 7.5 مليون برميل من النفط من مجموع كلي بلغ 295 مليون برميل. كما أننا نحصل على نسبة ضئيلة جدا من النفط من منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى أن السودان تبيع معظم نفطها إلى الصين. في الواقع نحصل على معظم نفطنا من المكسيك وكندا وفنزويلا والنيجر".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)