الجزائر

الافتتاحية : ترويض العفاريت في صحراء مالي



الافتتاحية : ترويض العفاريت في صحراء مالي
النشاط الديبلوماسي من وإلى الجزائر في الآونة الأخيرة يعكس اهتماما دوليا بالوضع في منطقة الساحل عموما وفي مالي خصوصا، ومعالجة الحالة المالية على الطريقة الجزائرية بدأت تتجه نحو تأكيد حسن الموقف الرافض للتدخل الأجنبي في المنطقة.
لقد أفسد الجنون الأمريكي قبل سنوات الوضع في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، وعربدة بوش وبلير بطريقة استفزت مشاعر العالم الإسلامي، وزادت تلك العربدة من رقعة التطرف في العالم برمته، وما تحاول بعض القوى فعله في مالي لا يختلف عما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان، فقد فتحت بؤرا لتنمية التطرف، وخلقت إمارات تخرّج منها مئات الانتحاريين والمحاربين الذين يتنقلون من الشرق إلى الغرب بلا طائرات ولا قطارات.
الحالة المالية إن تعاملت معها فرنسا ومن يقف وراء سياستها الاستعمارية في المنطقة بالنظرة السابقة نفسها، ستكون أشد خطر من الحالة الأفغانية، والحرب التي موّلتها دول البترول العربي في الخليج ضد صدام حسين والعراق في 2003، لن تجد من يموّلها هذه المرة خصوصا في منطقة شمال مالي لأن كلّ دول الجوار تعيش وضعا خاصا يختلف اختلافا جذريا عن الوضع الذي يسود دول الخليج العربي ويسمح بتدفق المال والنفقات للإطاحة بأنظمة مناوئة للحكم في دول الخليج.
وإذا كان هنالك مال عربي سيموّل الجنون في مالي على الطريقة التي موّلوا بها الجنون في ليبيا وأسقطوا بها الساحر الذي كان يقبض أرواح العفاريت من ليبيا إلى الساحل.. فإن سحر أي مال عربي سينقلب على أصحابه هذه المرة.
وقد فتح الوضع في مالي مساومات دول عربية وإسلامية للموازنة بين موقفين، الأول يتعلق بسوريا والثاني بمالي والمنطق يقول إن الجزائر الديبلوماسية والسياسية والشعبية ترفض التدخل العسكري في مالي مثلما ترفض تدخل الناتو في سوريا، ومن المؤكد برغم كل الانتقادات، أن طرح الديبلوماسية عندنا فيما يخص التعاطي مع الملف المالي مثلا كان صائبا على ضوء النتائج المثمرة التي توصلت إلى ترويض العفاريت في صحراء مالي وجرهم نحو طاولة المفاوضات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)