الجزائر

الافتتاحية : الوافدون الجدد على التيار الوطني



الافتتاحية : الوافدون الجدد على التيار الوطني
الذين يروّجون لتحالف بين التيار الوطني والديمقراطي يفتقدون أرضية قيم مشتركة، والذين يعتقدون أن الانتخابات هزمت الإسلاميين مخطئون والذين يعتقدون أن الإسلاميين هم الربيع العربي لا يفقهون فيما جرى شيئا.
التيار الديمقراطي إن صح أن الذين يتحدثون اليوم باسمه هم من يمثله، هذا التيار يريد تحالفا مع التيار الوطني لكسر شوكة الإسلاميين ..هذا في الظاهر لكنه يسعى في الحقيقة لكسر الكثير من القيم والثوابت بواسطة تعديل الدستور وإفراغه من محتواه الحقيقي.
والأرضية الوحيدة التي قد يجتمع حولها من يقول إنّه يمثّل التيار الديمقراطي بمن يدّعي أنه يمثل التيار الوطني هي العداء للإسلاميين وكأنّهم وباء منتشر وجب مكافحته.
في الجزائر عندما قوّضت السلطة التيار الوطني وكسرت شوكته لصالح مجموعة من المنادين بالجمهورية كما يزعمون دخلت البلد في فتنة وحرب أهلية انتهت بفاتورة ثقيلة للغاية، وعندما طلبت السلطة مشاركة التيار الإسلامي المعتدل في الحكومة والبرلمان والمجالس المحلية عادت الحياة للجسد الميّت الذي قتل أشباه الديمقراطيين الحياة في أوصاله بفعل الاستئصال. أما الوافدون الجدد على التيار الوطني الذين يتحدثون اليوم عن حسابات التحالف والربح والخسارة فلم يكن لهم وجود.. كان مهري رفقة كبار السياسة في البلاد ينادون بفتح أفق جامع، ولم ينته الصراع الدموي إلا بطي صفحة الماضي ووقف الانتقام والعداء بين الجزائريين، لذلك فإن الوافدين الجدد على الأحزاب الوطنية بحاجة إلى دروس استدراكية في معنى الحرب التي يشنها البعض على الإسلاميين وكأنهم قدموا من وطن آخر…
إن التربّص بأجندة تعديل الدستور خارج الإطار العربي الأمازيغي الإسلامي للجزائر، وخارج قواعد دولة الأمير عبد القادر وقيم الجزائريين التي ورثوها عن جمعية العلماء المسلمين هو مغامرة يسعى الوافدون الجدد على التيار الوطني المُغتصب خوضها متجاهلين مخاطرها وتداعياتها المستقبلية على البلاد والعباد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)