الافتتاحية : الكرامة البيومترية

يعتقد كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج بلقاسم ساحلي، أن كرامة الجزائريين في الخارج هي توفير جواز السفر البيومتري، لذلك يشدد ويلّح ويركّز على متابعة هذا الأمر.
والحقيقة أن وزارة الخارجية أو لنقل كتابتها المكلفة بالجالية الوطنية، تتجاهل نوم السفراء والقناصل الذين لا يعيرون الكثير من الاهتمام لمشاكل الجالية، والكثير من هذه الجيوش الديبلوماسية التي تستهلك ملايين الدولارات سنويا آخر من يعلم بما يجري لجاليتنا هناك، وفي كثير من الأحيان تكون الصحافة الأجنبية مصدرهم الوحيد في معرفة الحوادث والمشاكل الكبرى التي تقع لأفراد جاليتنا هناك.
والمثير في بلدنا أن مناصب السفراء والقناصل توزّع بنظام الكوطة مثلما توزع مقاعد البرلمان على الأحزاب، وسيكون محظوظا من يتولى منصب السفير، خصوصا إن كان في بلد أوروبي راق أو أمريكي أو حتى عربي مستقر في الخليج العائم.
هذا هو نظام الكرامة البيومترية التي ترعاها وزارة الخارجية وكتابتها، والكثير من مواطنيها تعرضوا للإهانة دون أن يتحرك لا ساحلي ولا غيره، وكم من عائلة جزائرية تتجرع الويلات دون أن تتمكن من عرض قضيتها على معالي السفير المنشغل إما بتجارة السيارات أو البن أو الشيفون الصيني والكوري والماليزي، بل إن الأمثلة كثيرة عن تحول بعض سفاراتنا إلى وكلات تجارية أو سياحية ويبدو أن فساد البعض في الخارج أكبر من الفساد الذي نتحدث عنه من يوم لآخر في الداخل.