لا يحدث في أي بلد أن تتحول فيه الحلول إلى مصدر من مصادر زعزعة استقرار المؤسسات المنتخبة، لكن عندنا يحدث العجب العُجاب حيث تتحول أصوات المواطنين ومشاركتهم إلى جزء من الأزمة السياسية في البلد.
الانتخابات التشريعية لم تحل أزمة البرلمان والشرعية المطعون فيها، بل زادت من غضب الناس من العملية برمتها، وزادت من احتقان العائلات السياسية التي اقتنعت باستحالة الوصول إلى إصلاحات حقيقية بواسطة هذه الذهنيات والأنماط الانتخابية التي تقزّم اختيار المواطن وتحوّله عن مساره بسبب التشريع المجحف وغير العادل.
أما المحليات فأحالت نتائج الانتخابات على ساحة المعركة بين المواطنين والمنتخبين، ولا يبدو أن مستقبل المجالس المحلية في بلادنا يتجه نحو الاستقرار، بل إن كافة المؤشرات تذهب في اتجاه المزيد من الانسداد والقلق في الشارع المحلي، مع المزيد من التوتر الذي قد يكون أكبر مما شاهدناه في الشارع طيلة العهدة الماضية، وهكذا دائما تتحمل أطراف أخرى أخطاء السياسيين الذين يطلقون القوانين والتشريعات في البلد وكأن الأمر يتعلق بعُرف قبلي وليس بمسائل قانونية تحكم العلاقة بين المؤسسات والمنتخبين والأحزاب السياسية والجمعيات والمجتمع المدني.
الانتخابات في بلادنا تحولت إلى مشكلة وطنية حقيقية تهدد استقرار المجتمع لأنها مبنية على قواعد غير عادلة، فلا يمكن للإصلاحات الناجحة أن تدفع نحو المزيد من الانسداد.
عبد السلام بارودي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بارودي
المصدر : www.elbilad.net