الجزائر

الافتتاحية : الأنفلونزا



إذا كانت حكومة عبد المالك سلال تعهدت بالإصغاء إلى انشغالات المواطنين والعمل على تلبية مطالبهم وتحسين ظروف الاستقبال والخدمات، فإن وعودها لاتزال حبرا على ورق.
من غير المعقول أن يتغير حالنا بمجرد أن يعتلي الوزير الأول منصة البرلمان معلنا الحرب على هذه الظاهرة وتلك من هنا وهناك.
أكثر القطاعات حساسية مازالت تعاني من كل أمراض الدنيا، وما ورّثه الوزير السابق ولد عباس للجزائريين من أمراض أنهكت جسد المستشفيات ومراكز الخدمات الطبية يحتاج إلى قرارات عاجلة لتجفيف منابع البؤس التي تعرفها المؤسسات الاستشفائية.
المستشفيات في الجزائر تحولت إلى مقابر ومحاشر يُرمى فيها بالمريض مثلما تُرمى القمامة في المزابل أكرمكم الله، وقد تضطر إلى الاستنجاد بالوساطات من أجل حقنة أو فحص طبي عادي، رغم ذلك يقال لنا إن في البلد مجانية للطب، والحاصل أنك تدفع من جيبك ومن أعصابك وأنت تنتظر ساعات طويلة قدوم الطبيب أو فتح مصلحة أو تأشيرة للمراقب الطبي، عليك أن تصاب بكل أمراض الدنيا كي تظفر بفحص طبي متخصص أو إجراء تحاليل طبية.
لا تقولوا إننا ننفق ملايير الدولارات على قطاع الصحة، لأن ما ينفقه المواطن من أعصابه لا يقدّر بثمن، كل شيء أصبح خاضعا للمحاباة ومن لا يملك مفتاح الوساطة في بلادنا لا يستحق العيش. لكن أن تكون هذه الظواهر هي المعيار الأساسي في التعامل مع المرضى فتلك مشكلة لا يجب أن يظل فيها وزير الصحة ماكثا وراء مكتبه لأنها أخطر من الأنفلونزا الموسمية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)