الجزائر

الافتتاحية : أنظمة تقاتل كي لا تنتخب مثل أمريكا



الافتتاحية : أنظمة تقاتل كي لا تنتخب مثل أمريكا
فاز باراك أوباما بعهدة رئاسية ثانية دون “بلطجة" ولا “شبيحة" ولا تزوير، مثلما هو الشأن في عالمنا العربي، وحقق الحزبين الرئيسيين في الولايات المتّحدة الأمريكية نتائج بالموازاة مع الرئاسيات بناء على دعم الناخبين وأصواتهم وليس بالتزوير والتدليس والتآمر والالتفاف على إرادة الشعب الأمريكي.
هذه أمة تحترم تضحيات أبناءها على الرغم من الاختلاف في الأصول والديانات، وهنالك لا حديث إلا عن الولاء للوطن، وعن الواجب الحقيقي وعن الحقوق المحفوظة، حق الناس في الاختيار الحر وواجب الناس في الولاء لبلدهم. أما في بلادنا العربية فقد تحوّل هدم الأوطان إلى وطنية، مثلما تحوّل الفساد والتزوير والاستبداد إلى مصلحة عليا للوطن، وتحول الحاكم إلى إله في الأرض، وبالنهاية يكاد أن يتحوّل المواطن إلى جزء من العملية الفاسدة كلها.
ومن السخرية والاستخفاف بالناس وعقول الشعوب أن تجزم أحذية السلط المتسلطة في العالم العربي بالفوز قبل الانتخابات وهذا لا يحدث إلا عند العرب، ببساطة لأن تلك الواجهات السياسية متأكّدة أن كل أدوات التزوير وفبركة النتائج وإعدادها في قالب مقنّن جاهزة. أمّا المواطن والناخب خصوصا فليذهب للجحيم، ويكفيه أنه يقتات هو وأبنائه من عطف تلك الأنظمة التي اكتسبت حقها في الحكم بالتقادم والخبرة في التزوير وكبت الأنفاس وإقصاء الآخرين ومطاردة المعارضين واتهامهم بالخيانة والعمالة.
لقد قال الرئيس باراك أوباما البارحة في خطاب الفوز: “إن أمما تقاتل لتنتخب مثل أمريكا"، لكن ما لم يقله أوباما أن أنظمة تقاتل شعوبها كي لا تنتخب مثل أمريكا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)