الجزائر

الافتتاحية : أفعال ومفاعل



الافتتاحية : أفعال ومفاعل
سخر محلل إسرائيلي مما نُسب إليه من أن إسرائيل تخشى ضربة عسكرية من الجزائر، والحقيقة أن تناول وسائل الإعلام عندنا لهذا الموضوع يشبه فتاوى الزلابية والحيض والنفاس، فهذا أمر آخر.. حيث لا نزال نقاوم ندرة الدواء في الصيدليات ولقاح الأطفال الرضع، وأزمة الحليب والخبز في أسواقنا والماء الشروب والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وأزمة غاز البوتان والمازوت والبنزين وسير غاز، مثلما لا نزال نعاني من الطوابير أمام مراكز البريد لنقص السيولة المالية.
والجزائريون ممن اطلعوا على ما نشرته الصحافة الوطنية حول الموضوع، تساءلوا عن السر وراء الترويج لتصريحات غير موثّقة تجعلنا في موقف السخرية والشفقة من نسبة الغباء السياسي التي تدفع بنا نحو الولوج لموضوعات وقضايا ليست في مكانها الصحيح.
إذا كنا نعاني من مشاكل البطالة ونستورد القمح من كندا وفرنسا وروسيا والشكولاتة والحلويات من تركيا والمراهم من مصر والأردن، والأدوية الأخرى من فرنسا وأوروبا عموما والملابس الداخلية من الصين، فلماذا نزج بأنفسنا في نقاش حيض السياسة ونفاس الإعلام؟
إن البلد يعيش وضعا سياسيا متأزما فشلت الاستحقاقات الماضية في فك شفرته، وهو يتطلب الكثير من الجدية والالتزام، فضلا عن المسؤولية. أما التهريج واستغفال الرأي العام، فهذا انتقاص من ذكاء الناس، فقد كنا قبل سنتين نسخر من بعض وسائل الإعلام في بلدان عربية عندما تتناول ملفات أو قضايا متعلقة بالجزائر لدرجة أن بعض العرب كانوا يعتقدون أن للجزائر حدودا مشتركة مع فرنسا، هذا جهل بالجزائر والجزائريين لا يختلف عن الجهل الذي تحاول بعض وسائل الإعلام عندنا تعميمه على المواطنين الذين يبحثون ساخرين عن مصدر الغازات التي تهدد إسرائيل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)