الجزائر

الاعتراف ممنوع.. ولو في 40 كلمة قال إنه قسم الفرنسيين بعد اعترافه بقمع الجزائريين في 17 أكتوبر 1961 :


الاعتراف ممنوع.. ولو في 40 كلمة                                    قال إنه قسم الفرنسيين بعد اعترافه بقمع الجزائريين في 17 أكتوبر 1961 :
قامت القيامة في فرنسا على الرئيس فرانسوا هولاند الذي قال، أول أمس، 40 كلمة فقط في حق ضحايا مجرم الحرب الشرطي الفرنسي موريس بابون، الذي أمر برمي الجزائريين في نهر السين، في ليلة مظلمة ذات 17 أكتوبر .1961
وانطلق سياسيو فرنسا، من اليمين المتطرّف وغير المتطرّف، في انتقاد الرئيس الفرنسي، الذي لم يقل كلاما خطيرا جدا. فقد اكتفى بنص قصير نشره الموقع الإلكتروني للرئاسة الفرنسية، يضمّ 40 كلمة فقط، جاء فيها ما يعرفه العالم أجمع بأن الجزائريين الذين تظاهروا من أجل الحق في الاستقلال قُتلوا بسبب القمع الدموي. وقال، أيضا، إن ''الجمهورية تعترف، بكل وضوح، بتلك الأحداث. وبعد 51 عاما من تلك المأساة أترحّم على ذكرى الضحايا''. هذه الكلمات اعتبرها رئيس الحكومة السابق، فرانسوا فيلون، ''خطاب اعتراف''. وقال إنه ''ليس من حق رئيس الجمهورية الفرنسية أن يقول مثل هذا الكلام..''. وقال النائب كريستيان جاكوب، الذي ينتمي إلى نفس حزب فيلون، إنه ''من غير المسموح اتهام شرطة الجمهورية، ومعها كل الجمهورية الفرنسية''. هكذا يفكّر الكثير من الفرنسيين فيما فعله أسلافهم في الجزائريين فوق تراب جمهوريتهم.
ومن المؤكّد أن الرئيس الفرنسي، الذي قال تلك الكلمات الأربعين في حقّ ضحايا مجازر 17 أكتوبر، والتي أثارت حفيظة خصومه السياسيين في بلاده، سيكون مضطرا، قبل أن يحل في الجزائر، كما هو معلن عنه في ديسمبر القادم، أن يتكلّم، مجدّدا، بخصوص التاريخ الطويل، الذي مازال يؤرق الجمهورية التي يمثّلها. فإما أن يواصل ما بدأه وينتهي إلى ما يفرضه المنطق، وهو الاعتراف الكامل بأن ال132 سنة، التي تسلّطت فيها فرنسا على الجزائر لم تكن بناء حضاريا، أو يعقد هدنة مع خصومه، ويكتفي بالأربعين كلمة التي قالها أول أمس، لأن الإشكال بين الجزائر وفرنسا ليس 14 أكتوبر فقط، وإنما تاريخ طويل لم ترمِ فيه فرنسا جزائريين في نهر السين فقط، وإنما ''أبدعت'' في الإبادة الجماعية والمحارق، قبل أن تمارسها النازية في الحرب العالمية الثانية. وقتلت ما قتلت ليدوم بقاؤها في الجزائر.
ويعلم الجميع أنها ليست المرة الأولى التي يعبّر فيها فرانسوا هولاند عن وجهة نظره تجاه ما فعلته فرنسا في الجزائر، وفي الحقيقة إنه ليس الوحيد الذي يرى أن الذي مورس على الجزائريين، خلال الاستعمار وبعدها في الثورة التحريرية، عمل بشع. وأكثر من ذلك، لم ينتظر الفرنسيون 51 سنة ليدينوا الاستعمار، فقد وقف كثير منهم في صف الجزائريين وحملوا السلاح ضد جيش وبوليس بلادهم، لتستقل الجزائر.
أما اليوم، فإنه من المستحيل على الذين يحملون الإرث الاستعماري ويتبنّونه كلّه، بما فيه من بشاعة وجرائم، أن يعترفوا بأنه جريمة ضد الإنسانية أو يدينوه، لأنهم، ببساطة، يريدون أن يجدّدوا ممارسته بأشكال جديدة، كما فعلوا في الكثير من البلدان الإفريقية، وربّما مازالوا يحلمون بإمكانية استرجاع ما فقده أسلافهم في الجزائر.
[email protected]
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)