سعاد صديقتي ظنت، أوبالأحرى لازالت تظن أنني تغيرت بالمعنى السلبي وأنني أصبحت "إيسكرو" وحقير، لأنني قلت لها بل اعترفت لها بعجزي عن استئجار شقة وعلى إمتاعها مثلما يمتع كل رجل امرأة، وكشفت لها بدون مواربة عن مرضي، لكنها انزعجت باعترافي وصبت علي جام غضبها وقالت صارخة في وجهي وهي ترمقني شزرا وبكل احتقار.. كيف تتجرأ وتعترف هكذا بأنك عاجز؟.وكانت تظن أنني مثلي مثل كل الرجال والأشخاص الذين يخجلون إذا اعترفوا بعجزهم. وهذا والله حرام، فعدم الاعتراف في لحظة بالعجز هو الذي قاد بلادنا وعبادنا إلى الكوارث، فمثلا لازال المغامرون بعهدة رابعة لا يعترفون بعجز الرئيس عن الذهاب إلى عهدة أخرى، ولازال عمار سعيداني لا يعترف بعجزه عن قيادة الأفلان إلى بر الأمان، ولازالت وزيرة التيليفونات لا تعترف بعجزها عن الوفاء بوعودها أمام المواطنات والمواطنين عن توفير خدمة الجيل الثالث، وعجزها عن احترام بني جلدتها، ولازال امبراطور التلفزيون الصغير التابع للحكومة لا يعترف بعجزه عن تقديم خدمة عمومية وعلى تحسين أدائه الرديء جدا جدا.. ومع ذلك يقول أنه لا يفتح التلفزيون لمن يشتمون بوتفليقة، وهو لا يدري بعدم اعترافه بعجزه أنه يشتمنا بأموالنا التي يبذرها يمينا وشمالا. وتظن صديقتي سعاد أنني أبالغ كثيرا عندما عبرت مرة عن تخوفي من أولئك الذين يدفعون بوتفليقة دفعا إلى عهدة رابعة وهي تعتقد أن عهدة رابعة أو خامسة حتى غير مضرة بصحة البلد حتى وإن كان الرئيس مريضا أو عاجزا عن الحركة، وفي نظرها كل من يشير إلى العجز فهو إما مخادع أو موارب، وأنا وهي بالله العظيم تعرف أني لست هذا ولا ذاك، لكن لا أعترف بمن لا يعترف بعجزه..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/12/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ولد البياع
المصدر : www.djazairnews.info