عاشت العاصمة طرابلس، أمس، نهارا هادئا في أعقاب ليلة متوترة. ونقل شهود عيان أن السيارات رباعية الدفع التابعة لقوات القذافي ملأت شوارع العاصمة طرابلس، وفرضت ما يشبه ''حظر التجول'' على المواطنين الذين التزموا بيوتهم، في حين أكد شهود كثـرة نقاط التفتيش في العاصمة، وقال البعض إنها للبحث عن السلاح.
يحدث هذا في وقت تستمر المواجهات في المدن القريبة من العاصمة، كما هو الحال في الزوارة التي تبعد 120 كلم غرب طرابلس.
وفي العاصمة طرابلس التي عاشت، أول أمس الجمعة، يوما مشحونا جدا تميز بخروج العقيد معمر القذافي لتحية أنصاره في الساحة الخضراء ودعوته إياهم للاستعداد للقتال، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية صورة المشهد بعد هذا الخطاب، وقالت إن سكان طرابلس خرجوا، أمس السبت صباحا، للتزود بالمؤونة والبنزين وسط حراسة أمنية شديدة للقوات الموالية للقذافي. وعاش السكان ليلة الخطاب الذي ألقاه القذافي على هاجس الخوف وسيناريوهات التدخل القمعي للمنازل التي ترفض ربما حمل السلاح، لكن لا شيء من هذا حصل، حسب الوكالة الفرنسية.
وخلال الليل، قام موالون للقذافي بالطرق على بيوت سكان طرابلس، وإبلاغهم بضرورة التزام بيوتهم، بينما كانت الدبابات تطوق مداخل العاصمة. وحسب شاهد عيان تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن ''المرتزقة اختفوا من العاصمة طرابلس وحل محلهم ليبيون موالون للقذافي يستعملون سيارات رباعية الدفع ليس بها ترقيم''.
وساد الهلع في بعض أحياء العاصمة التي شهدت مواجهات، كما انقطع التيار الكهربائي، وظن السكان أن الأمر يتعلق بغارة جوية، ورغم ذلك لم يتم إرجاع الكهرباء، بحسب ما قاله شاهد عيان.
وبخصوص حصيلة المواجهات التي شهدتها تخوم العاصمة، أول أمس الجمعة، فقد تحدثت مصادر إعلامية وطبية عن سقوط سبعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى.
وفي شرق مدينة طرابلس قتل متظاهران على الأقل بأيدي أنصار القذافي في حي الفشلوم الشعبي. وأظهرت صورٌ إقدامَ كتائب أمنية على قتل متظاهرَيْن في المنطقة، ثم اختطاف جثتيهما ونقلهما إلى مكان مجهول وسط إطلاق نار كثيف.
وعلى بعد ألف كلم إلى الشرق، تواصل المعارضة تنظيم صفوفها وتوفير السلاح استعدادا لتحرير طرابلس، وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم تحالف ثورة 17 فبراير، عبد الحفيظ غوقة، للجزيرة ''نحن ننسق عمل لجان المدن المحررة وفي مصراتة. وننتظر أن تحسم طرابلس الأمر مع نظام القذافي وأبنائه، ثم سنبدأ العمل على تشكيل حكومة انتقالية''.
ومن جهته قال الناشط السياسي أحمد المصراتي إن 18 شخصا قتلوا مساء الجمعة خلال اشتباكات مع الكتائب الأمنية التابعة للسلطات الليبية قرب مستودعات الأسلحة عند مشارف مدينة مصراتة.
وقال بعض العمال الهاربين ممن فروا إلى تونس إن معارضي القذافي يسيطرون على قطاع كبير من الزاوية.
وفي سياق انهيار نظام القذافي، أعلن أفراد القوات البحرية الليبية بمنطقة بنغازي انضمامهم وولاءهم للثورة، بينما قال شاهد عيان إن شبان مدينة الزاوية صدوا هجوما شنته كتائب أمنية تابعة للعقيد معمر القذافي خلال الليل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/02/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: رمضان بلعمري
المصدر : www.elkhabar.com