الجزائر

الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية يتحول إلى مشكل صحة عمومية خطير



شدد كمال يويو، رئيس مكتب العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، على ضرورة تفادي الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية، باعتباره مشكل صحة عمومية خطيرا جدا، إذ يتسبب في مقاومة البكتيريا وصعوبة علاجها، مشيرا على هامش الاحتفال باليوم الوطني لمكافحة مضادات الميكروبات الذي نُظم مؤخرا، إلى أن المشكل يزداد تعقيدا نظرا لما نستهلكه من لحوم حمراء وبيضاء مشبّعة بتلك المواد، بغرض تسمينها.وللأهمية التي يكتسيها هذا الموضوع في ما يخص صحة وسلامة المستهلك الجزائري، أكد المتحدث أن تنظيم حملات تحسيسية خلال هذه الأيام، بالغ الأهمية، خصوصا أن العديد من المواطنين يلجأون إلى التداوي الذاتي خلال موسم الشتاء، نظرا للإصابات المتكررة بالأمراض الموسمية لاسيما الأنفلونزا، وكثيرا ما تكون تلك العلاجات انطلاقا من مضادات حيوية لعلاج أكثر فعالية. وأضاف كمال يويو أن المضادات الحيوية إذا أسيء استعمالها، يعني إذا استُهلكت بدون الحاجة الفعلية إليها أو بجرعات أقوى من الحد الأدنى المطلوب، فإن فعاليتها فيما بعد تصبح غير كافية، وتستلزم جرعات أقوى تصاعديا، حتى تصبح أقوى الجرعات غير فعالة تماما، وهذا أحد المشاكل الرئيسة التي يسببها التعاطي المفرط للمضادات الحيوية.
كما إن أضرار الإفراط في تناول المضادات الحيوية، يقول كمال يويو، تتمثل في أن بعض البكتيريا أصبحت شديدة الاستجابة للمضادات الحيوية الأكثر مقاومة. ويمكن أن يسبب هذا التهابات أكثر خطورة، مثل الالتهاب الرئوي، والتهابات الأذن، والتهابات الجيوب الأنفية، والتهاب السحايا، والتهابات الجلد، لذلك يحذّر يويو من تناول المضادات الحيوية عند نزلات البرد والأمراض الفيروسية الأخرى، لأن هذا قد يخلق البكتيريا التي يصعب التخلص منها، حيث يمكن أن يؤدي تناول المضادات الحيوية بشكل مفرط أو بطريقة خاطئة؛ أي بعدم احترام الجرعات وتاريخها، إلى تغيير البكتيريا إلى درجة أن المضادات الحيوية لا تعمل ضدها، وهذا ما يسمى المقاومة البكتيرية أو مقاومة المضادات الحيوية. وبعض البكتيريا تقاوم حتى أقوى المضادات الحيوية المتاحة.
وقال يويو: "يصف الأطباء المضادات الحيوية لأسباب مختلفة، في بعض الأحيان عندما لا يتأكدون إن كان المرض ناتجا عن بكتيريا أو فيروس، أو في انتظار نتائج التحاليل". وأضاف أن دور المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، هو توعية المواطن حول ما يمكن استهلاكه بدون أن يضر ذلك بصحته، مشيرا إلى أن هذا المشكل لا يمكن الاستهانة به، وهو مشكل تحاول، اليوم، جميع الأمم علاجه، وهذا من النتائج السلبية للتطور الطبي، الذي يخرج أحيانا عن السيطرة. ولأهمية موضوع مقاومة المضادات الحيوية باعتبارها من أخطر التهديدات على للصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية ، تم إدراج مقاومة مضادات الميكروبات سنة 2019، كموشر جديد ومهم في إطار أهداف التنمية المستدامة. وتم تخصيص يوم عالمي حول الموضوع إلى جانب الأسبوع العالمي للاستعمال السليم للمضادات الحيوية.
ودعا، اليوم، المتحدث إلى تقنين استعمال تلك الأدوية، التي أصبحت توصف بكل سهولة من الطبيب المعالج، إلى جانب أن البعض يقتنيها بدون أي وصفة طبية أو حتى استشارة الطبيب أو الصيدلي. و"ما يزيد الطين بلة"، حسب يويو، استعمال المضادات الحيوية الموجهة للبشر، بكميات كبيرة، لتسمين المواشي والدواجن، ليعاد استهلاكها من طرف البشر!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)