الجزائر

الاستغراب.. المنهج في فهمنا الغرب



الاستغراب.. المنهج في فهمنا الغرب
يستعرض كتاب «الاستغراب.. المنهج في فهمنا الغرب.. رؤية تأصيلية»، لمؤلفه الدكتور علي إبراهيم النملة، والصادر حديثاً ضمن سلسلة كتاب المجلة العربية السعودية، مواقف النخب المثقفة في الغرب تجاه الشرق وانقساماتهم تجاه القضايا التي تشغل العرب والمسلمين.ويلقي الكتاب الضوء بشكل مكثف على الأفكار التي انطلقت منها أدبيات تعنى بنقد ظاهرتي الاستشراق والاستغراب لدى عديد من المفكرين العرب، كما يستعرض أيضا وجهات نظرهم نحو الغرب في مناقشة للرؤى والأفكار حول الموقف العربي والغربي من الدعوة إلى قيام علم الاستغراب.يهدف الكتاب إلى طرح مزيد من الأسئلة حول ظاهرة الاستغراب التي أخذت بالاتساع في أوساط المثقفين العرب، على اعتبار أن هذا الموضوع على اهميته لا يزال تكتنفه حالة من اللبس والغموض في المصطلح وفي المضمون، ومن ذلك التداخل الواضح بينه وبين مصطلح التغريب.كما يبحث الكتاب في الأفكار التي انطلق منها كتابا الدكتور أحمد الشيخ، الأول: من نقد الاستشراق إلى نقد الاستغراب .. المثقفون العرب والغرب، والثاني: من نقد الاستشراق إلى نقد الاستغراب .. حوار الاستشراق، حيث التنوع في الرؤى والأفكار حول الموقف العربي والغربي من الدعوة إلى قيام علم الاستغراب.ويرى المؤلف أنه في ضوء الاهتمام بالاستشراق من حيث الانبهار به أو التصدي له أو محاولة الالتفاف عليه، ظهرت فكرة قيام حركة مواجهة تعنى بالغرب ثقافة وفكراً وأدباً وعادات وتقاليد، مما حدا ببعض المفكرين العرب المعاصرين إلى أن يدعو إلى قيام علم الاستغراب.فانبرى الدكتور حسن حنفي المفكر المصري، لنشر كتاب ضخم بعنوان (مقدمة في علم الاستغراب)، ليأتي هذا العلم مواجها للتغريب الذي امتد أثره، ليس فقط إلى الحياة الثقافية وتصوراتها للعالم وهدد استقلالنا الحضاري، بل امتد إلى اساليب الحياة اليومية ونقاء اللغة ومظاهر الحياة العامة وفن العمارة.ويبين النملة أن الاستغراب أو الغربولوجيا ليس هو التعامل مع الآخر بالمنطلق نفسه الذي تعامل به معظم المستشرقين والغربيين عموما مع المسلمين وعلوم المسلمين وثقافتهم وعاداتهم وآدابهم.وتناول الكتاب الرحلات العربية والاستغراب. فيشير إلى رحلة محمد عياد الطنطاوي إلى روسيا ورفاعة الطهطاوي إلى فرنسا.. وأحمد فارس الشدياق، وقبل هؤلاء كان أحمد بن فضلان في رحلته إلى بلاد الترك والروس والبلغار ووصفه للحياة فيها، كما سبقه سليمان التاجر السيرافي في رحلته البحرية إلى الهند والصين.كما يؤسس الكتاب إلى ثقافة الاستغراب والانطلاق بها نحو الأهداف المرجوة منها، ويرى أن دراسة الغرب ينبغي ألا تترك للصدفة أو تتم عشوائيا، بل لابد أن تكون قراراً واعياً ومقصوداً من قبل البلدان العربية، حيث يفترض انشاء وتجهيز مراكز ومعاهد ومكتبات للدراسات الغربية.. وان يجري تكوين جيل جديد من المستغربين العرب، وأن يساهموا في دراسة المجتمعات والتاريخ والثقافات الغربية.ويرى النملة أن مصطلح الاستغراب لم ينل العناية التي يستحقها، وظل جانب معرفة الأمم الأخرى قاصرا على جمع من المثقفين الذين يرغبون في توسيع آفاقهم وفتح مجالات للحوار بين الثقافات ..وهكذا لخص في الكتاب تلك الجهود التي تنهض في التعرف على مفهوم معرفي وفكري جديد هو الاستغراب، لكنه قديم في منطلقاته وظلت جوانب من معرفته ناقصة. وأيضا لم يأخذ حقه في البحث والدراسة والتحليل والقراءة الواعية من قبل النقاد والمثقفين العرب، ممن يمتلكهم طموح توسيع آفاقهم المعرفية أو البحث عن مجالات للحوار بين الثقافات الإنسانية.Share 0Tweet 0Share 0Share 0




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)