الجزائر

الاستشفاء بالصلاة حقيقة علمية غفل عنها الناس



الاستشفاء بالصلاة حقيقة علمية غفل عنها الناس
يغفل الكثير من الناس عن الفوائد الطبية الموجودة في فريضة الصلاة التي تعتبر العلاج الفعلي للعديد من الأمراض النفسية والعضوية، لذا، بادرت الأستاذة فريدة حريكان مدربة معتمدة في التنمية البشرية، مكلفة بالبحوث والنشاطات بمعهد القراءات في الجزائر، إلى لفت انتباه العامة إلى القيمة العلاجية الموجودة في الصلاة "التي تحولت، عند الأغلبية، إلى عادة أكثر مما هي عبادة"، تقول الأستاذة.جاء في محاضرة الأستاذة فريدة، والتي نشطتها مؤخرا بالمركز الثقافي الإسلامي في العاصمة تحت عنوان؛ "الاستشفاء بالصلاة"، أن الصلاة كما هو معروف هي الركن الثاني في الإسلام وعماد الدين، لهذا نجد عامة الناس لا ينتظرون من وراء الالتزام بأدائها فوائد طبية لأجسامهم كشف عنها العلم الحديث، وإنما يؤدونها من باب الامتثال لأمر الخالق جل وعلا لقوله تعالى؛ "وأقيموا الصلاة"، كما أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، غير أن أداءها اليوم كعبادة شرعية ليس كما هو مطلوب، بالتالي لابد من إعادة النظر في قيمة الصلاة للوصول إلى التعلق بها ومنه بلوغ كل النتائج المنتظرة منها كعبادة.وحول القيمة العلاجية للصلاة، تحدثت مدربة التنمية البشرية عن نوعين من الأمراض التي تصيب عادة الناس؛ أمراض عضوية وهي تلك التي تستهدف الجسد، وأخرى نفسية تصيب الروح البشرية، حيث قالت؛ "على ضوء العلم وانطلاق مختلف الدراسات الصادرة عن هيئة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فقد ثبت أن هناك العديد من الأمراض العضوية التي تعالجها الصلاة والتي يجهلها الأفراد أو يغفلون عنها، ومنها مثلا وضعية السجود في الصلاة التي تعد واحدة من الآليات التي تساعد على التخلص من الشحنات الزائدة في الجسم من خلال الاحتكاك بالأرض، وللسجود أيضا تأثير على الجيوب الأنفية من خلال المساعدة على سحب إفرازاتها، ومن ثمة التقليل من احتمال الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، فضلا على أن السجود وحده كفيل بتنشيط الدورة الدموية، خصوصا في الرأس، بالتالي يقي من الإصابة ببعض الأمراض العضوية كأمراض القلب والرقبة، حتى بالنسبة لتخفيف الوزن فالصلاة أيضا" كما تؤكد "تساعد من خلال الحركات التي تؤدى على حرق الكثير من الدهون وتعطي طاقة حركية، كما تزيد من قابلية الجسم لاستقبال نسبة أعلى من الأكسجين، وتؤدي أيضا الحركات في الصلاة إلى التقليل من حمض (اللكتيك) المرهق للدورة الدموية"، لكن على شرط، تنبه المحاضرة" إلى ضرورة أن تؤدى حركات الصلاة بصورة هادئة يشعر فيها المصلي بالكثير من الطمأنينة لتحقيق هذه الغايات العلاجية".وتحدثت مدربة التنمية البشرية بالتفصيل عن الفوائد العلاجية للصلاة على الجانب الروحي، من مطلق أن أغلب الأمراض العضوية مرجعها نفسي، حيث قالت؛ "عند الحديث مثلا عن القرحة المعدية أو مرض السكري أو خفقان القلب والضغط الدموي، كلها في حقيقة الأمر أمراض مرجعها القلق الشديد أو التوتر أو الغضب أو الضغوط المختلفة، بالتالي هذه الأمراض التي تنعكس على الجانب العضوي مردها نفسي وعلاجها موجود في الصلاة التي تعتبر الواقي الفعلي من مسببات الأمراض النفسية عن طريق ما يسمى بالتساؤلات، فمثلا يسأل الشخص نفسه ما الداعي للقلق أو الخوف؟ ما دام المولى عز وجل هو من يسير الأمور كلها، فمن خلال ارتباط الفرد بصلاته في أوقاتها الزمنية المنظمة يجد أسباب الراحة، كما كان يقول نبينا صلى الله عليه وسلم "أرحنا بها يا بلال" وهذا دليل قطعي على أن في الصلاة راحة، كما أنها من مكفرات الذنوب، فمن يشعر مثلا بتأنيب الضمير لفعل ارتكبه، ما عليه إلا الاستنجاد بهذه العبادة لعلاج روحه.تختم المحاضرة مداخلتها بالتساؤل عما إذا كان الأفراد بالمجتمع الجزائري يدركون هذه القمة العلاجية؟ وتجيب بالقول "من المفترض أننا جميعا نطرح هذه الأسئلة على أنفسنا: لماذا نصلي؟ لمن نصلي؟ وكيف هي هذه الصلاة؟ وما نجني من وراء الصلاة، وبالإجابة على هذه الأسئلة، نقدر هذه العبادة ونعطيها حقها، ومن ثمة ننتظر النتائج المرجوة منها والمتمثلة في مختلف الخصائص العلاجية، وهو ما نحتاج إليه أي الانتقال من حكم العادة في الصلاة إلى روح العبادة بمعنى أننا في حاجة إلى تجديد إيماننا، أو كما قال نبينا الحنيف صلى الله عليه وسلم؛ "جددوا إيمانكم فإن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب"، بالتالي نحن في أمس الحاجة إلى الإقبال على هذه الفريضة بروح جديدة لنحوز المفاتيح العلاجية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)