اللغة ظاهرة اجتماعية تترابط وظيفيا مع الأنظمة الاجتماعية الأخرى . فهي دائمة التغير مع التحولات التي تعتري البناء الاجتماعي، تقوى و تضعف تبعا لمقتضيات الحال، و ما يستجد مع صيرورة الحياة الاجتماعية و ديمومتها.
فاللغة ليست رموزا و مواصفات فنية فحسب، ولكنها إلى جانب ذلك منهج و فكر و أسلوب و تصور لوقع الأمة و رؤية شاملة لقضاياها و مشاكلها ، "و الحياة اللغوية تخضع لمؤثرات شتى، قديمة و حديثة طارئة و مناخية مزاجية بيولوجية متشابكة في نسيج معقد" (1) فهي التي تجذر المتكلم في وسطه الاجتماعي و تعطيه أحد أبعاد هذا الانتماء فإذا كانت اللغة الأم تعطي الإنسان حق الانتماء و جنسية الفكر و الهوية . فان اكتساب الإنسان للغة ثانية يكسبه جنسية فكر ثانية و هوية أخرى و يعطيه حق الانتماء الثقافي لثقافة أخرى. ولنا أن نتساءل هل الازدواج اللغوي ازدواج لسان فقط ؟ أم هو ازدواج ثقافي بجميع معايير الهوية ؟
و نظرا لتعقيدات الازدواجية اللغوية بين الثقافات و تمركزها بين علوم شتى منها علوم اللسان وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأعصاب اللغوي والبيداغوجيا الخ. حقا هناك صعوبة في تحديد مفهوم واضح و شامل لها بسبب تعقيدات الضفيرة الثلاثية القاعدية لها(الفرد، المجتمع، اللغة).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/12/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - فرحي دليلة
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 5, Numéro 1, Pages 281-288 2009-03-01