الجزائر

الازدواجية الأمريكية تجاه الاحتجاجات في إيران والدول العربية



المتتبع للموقف الأمريكي من الاحتجاجات التي عرفتها إيران وبعض الدول العربية يلمس تباينا واضحا في السياسة الأمريكية تجاه  هذه البلدان، فبينما سارعت واشنطن إلى إدانة ما سمته "قمع" المحتجين في إيران وشددت على مطالبة النظام بلهجة هجومية اتهمت فيها النظام في إيران بارتكاب انتهاكات فاضحة، اختارت واشنطن الليونة مع حليفتها البحرين، ورغم سقوط قتلى في المظاهرات التي هزتها فإن واشنطن لازالت تدعو إلى الحوار في البحرين، أما في ليبيا فاختارت الولايات المتحدة الأمريكية  الصمت في البداية تجاه الاحتجاجات  لعلها تكون مجرد زوبعة عابرة وتواصل استفادتها من جميل القذافي وسخائه في مجال النفط، لكن عندما تطورت الثورة واقتربت نهاية القذافي، هاهي اليوم تتحول لانتقاد القذافي والتهديد بالتدخل العسكري لوضع اليد على النفط الليبي مثلما فعلت بالعراق. ونفس الشيء بالنسبة لليمن، كان الموقف الأمريكي مرنا واكتفت الولايات المتحدة بالتنديد لأن الأمر يتعلق بالقواعد الأمريكية وأسطول واشنطن في المنطقة.     تناقض الموقف الأمريكي تجاه إيران واليمن والبحرين يكشفه عدد الضحايا الذين سقطوا في مظاهرات اليمن والبحرين ويفوق عددهم بكثير أولئك  الذين سقطوا في إيران، خاصة وأن عدد السكان في البحرين بالنسبة لإيران لا يقارن ..ومن هنا نستشف أن واشنطن تكيل بمكيالين في سياستها تجاه الثورات التي عرفتها إيران من جهة والمنطقة العربية من جهة ثانية، وحتى بين الدول العربية نفسها فحينما يتعلق الأمر بحلفاء مثل البحرين أو بمن يستضيفون قواعد أمريكية مثل اليمن تكون اللهجة الأمريكية لطيفة وناعمة،  لكن حينما يتعلق الأمر بإيران تصبح كل عبارات خرق حقوق الإنسان واردة في الخطاب الأمريكي، كما أن واشنطن عملت على دعم الأنظمة الدكتاتورية إلى آخر لحظة    ولم تلتفت إلى مطالب الشعوب الثائرة إلا حينما تميل الكفة نحو الثورة مثلما حدث مع الرئيس المصري حسني مبارك والعقيد الليبي معمر القذافي وقبلهما الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وكانت واشنطن قد اتهمت أمس الحكومة الإيرانية بالكذب وارتكاب انتهاكات "فاضحة" لحقوق مواطنيها، وأكدت أن طهران تواصل حرمان مواطنيها من المعلومات من خلال التشويش على اتصالات الأقمار الصناعية وغلق مواقع الإنترنت، في حين سكتت على إقدام النظامين المصري والليبي على عزل مواطنيهم عن العالم في بداية الثورتين من خلال قطع كافة وسائل الاتصال واستهداف الإعلام.مسعودة طاوي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)