الادمان على المخدرات بين التحليل النفسي والاجتماعي

بالرغم من الجهود المكثفة و المتواصلة التي تقوم بها مؤسسات المجتمع و خاصة تلك المعنية مباشرة بمكافحة ظاهرة الإدمان على المخدرات، هذه التي اشتد قوامها و استفحل فعلها بين شرائح المجتمع باختلاف فئاته الجنسية و العمرية، إلا أن النتائج المنتظرة ضئيلة جدا حيث أن الظاهرة، كما يشير الواقع المعاش و الأرقام المروعة التي تعرضها يوميا وسائل الإعلام الوطنية، تواصل مسيرتها و ترفع من وتيرتها و معها تزيد رقعة المدمنين اتساعا عبر كل أرجاء الوطن. فتلك المعطيات كما يصفها المختصون، ما هي إلا "الشجرة التي تخفي الغابة " لأن الإحصاء الدقيق للظاهرة أصبح عسيرا إن لم نقول مستحيلا نظرا لصعوبة الوصول الى كل المدمنين و في هذه الحالة يصبح مبدأ "الوقاية خير من العلاج" سيد الموقف مما يجعل المجتمع الج ازئري أمام تحديات راهنة تتمثل في وضع الوقاية في قلب الجهود بدلا من العقاب الذي أثبت عجزه على استئصال الظاهرة أو العلاج الذي أصبح المختصون ينظرون إليه باعتباره عملية معقدة و عشوائية و بطيئة و لاتضمن معاودة الاستهلاك مجددا