''الادعاء بأن فرنسا أجرمت في حق تراث الجزائر غير صحيح''

صرح أسقف الجزائر السابق هنري تيسيي، أن اتهام الإدارة الاستعمارية بارتكاب جرائم ضد تراث الجزائر المادي ''غير صحيح''. واعتبر الطريقة التي عومل بها العقيد معمر القذافي ''خالية من الإنسانية''.وقال أسقف الجزائر السابق هنري تيسيي، الذي كان يرافق السفير الفرنسي في زيارة لتلمسان أول أمس، في تصريح ل ''الخبر''، أن الطريقة التي قتل وعذّب بها العقيد معمر القذافي في ليبيا ''غير أخلاقية وغير إنسانية''. وأضاف تيسيي أن ''جسم الإنسان، مهما كانت صفة صاحبه، فكل القيم الأخلاقية تقول إنه يجب احترام الجثة وقبل ذلك احترام أسير الحرب ومحاكمته محاكمة عادلة، مهما كانت درجة إجرامه'' مبديا أسفه لما تم بثه من صور عبر وسائل الإعلام العالمية حول ظروف قتل القذافي. معتبرا أن وسائل الإعلام ''تتحمل أيضا جزء من المسؤولية في بث تلك الصور المروعة''. وقال هنري تيسيي إنه يتمنى لليبيا ''مرحلة جديدة يسودها حكم ديمقراطي، يضمن الاحترام والتعايش بين الجميع في كنف السلام''.
وذكر بخصوص المعرض الذي افتتحه السفير الفرنسي تحت عنوان ''صورة تلمسان في المحفوظات الفرنسية''، والذي عرضت به لأول مرة صور ومخططات عمرانية من الأرشيف الفرنسي بأنه ''يدل على حسن نية من الجانبين رغم وجود بعض العقبات والمشاكل''.
وفي رده على سؤال ل ''الخبر'' حول التناقضات الفرنسية بين الادعاء بحماية وحفظ التراث الجزائري إبان الحقبة الاستعمارية، رغم أن التاريخ يشهد على جرائم في حق التراث الجزائري، مثل هدم فرنسا الاستعمارية للمدرسة التشفينية بتلمسان، أجاب هنري تيسيي بانفعال: ''إن هذا غير صحيح ففرنسا احتفظت بالكثير من المعالم التراثية المادية وهذا المعرض دليل على ذلك''.