الجزائر

الاختصاصيون يطالبون بتعديل برامج الأقسام التحضيرية لتتكيّف مع ميول الطفل وقدراته الذهنية



الاختصاصيون يطالبون بتعديل برامج الأقسام التحضيرية لتتكيّف مع ميول الطفل وقدراته الذهنية
يفضل بعض الأولياء تسجيل أبنائهم في الطور التحضيري، بغية تعلم الأبجديات الأولى للغة العربية والتأقلم مع أقرانهم، وكذلك التعوّد على ريتم الدراسة والنهوض في الصباح الباكر، حتى يكونوا جاهزين للالتحاق بمقاعد الدراسة لأول مرة السنة المقبلة، إلا أن البعض الآخر يرى عكس ذلك، فيحبِّذ بلوغ ابنه سن السادسة لتسجيله مباشرة في الابتدائية، فما هو الأنسب للطفل حسب أهل الاختصاص؟بمجرد بلوغ الطفل سن الخامسة يبدأ الوالدان في الاستعداد لتحضيره نفسياً للدخول لعالم الدراسة، وتستحوذ فكرة التخطيط لمستقبله الدراسي على جل تفكيرهم، فيعتقد بعض الأولياء أن الطور التحضيري أهم مرحلة لبداية تقبل الطفل فكرة عزله عن عالم اللعب واللهو مع أقرانه، وربطه بعالم آخر لم يكن يعرف عنه شيئا سوى أقلام التلوين التي تعوّد على استعمالها في "خربشاته" اليومية على كراسته الصغيرة، فمن الصعب أن يتخلى هذا الصغير عن ألعابه بسهولة ليستبدلها بمجموعة من الكراريس والكتب، والأصعب من هذا كله أن ينهض مبكرا ويترك فراشه المريح خاصة في فصل الشتاء، حيث لا يستطيع جسمُه النحيل تحمل البرودة الشديدة في الصباح الباكر، وهذه النقاط كلها جعلت البعض الآخر يفكر في راحة فلذات أكبادهم وتمتعهم بفترة طفولتهم على أكمل وجه، فيفضل هذا النوع من الأولياء بلوغ أبنائهم السن القانوني للتمدرس الذي حددته وزارة التربية وهو سن السادسة.
ومن خلال استطلاعنا جمعنا عددا من الآراء المختلفة حول الموضوع بين مؤيد لدخول الطفل الطور التحضيري قبل التحاقه رسميا بالسنة الأولى ابتدائي وبين معارض للأمر.
السيدة "راضية. ن" أم لثلاثة أطفال تقول أن كل أولادها مروا بمرحلة التحضيري قبل الدخول إلى الابتدائية، وقد لاحظت أنهم استفادوا كثيرا وأن تعلمهم أصول الدراسة في المرحلة التمهيدية جعلتهم متفوقين في المرحلة الابتدائية. السيد "كمال. ف" أبٌ لطفل في سن الخامسة يقول إنه قرر تسجيله في الطور التحضيري، إذ أنه في الأصل منذ أن كان في عمر السنتين وهو في الروضة، لذا ليس هنالك إشكالٌ في التحاقه أول مرة بالمرحلة التحضيرية، وليس من الصعب عليه التأقلم مع الجو الجديد للمدرسة.
أما السيدة "فاطمة الزهراء" أم لطفلتين لم تبلغا بعد سن الدراسة، فترفض رفضا قاطعا أن تسجل ابنتيها في الطور التحضيري قبل دخولهما الابتدائية، لأنها تعتقد أن ذلك بمثابة تعدٍّ على عالمهما الطفولي الخاص - على حد تعبيرها - إذ أنها تفضل أن يقضيا فترة طفولتهما في اللعب، لأن كل فترة لها ما يناسبها.
وعن رأي أهل الاختصاص فاستقيناه من السيد محمد حامق، أستاذ علم النفس في جامعة بوزريعة، حيث يقول إن الإشكال يكمن في البرنامج المسطر في الطور التحضيري، والذي لا يتناسب مع نفسية طفل في سن الخامسة، وهو في مرحلة انتقاله من المحيط العائلي وحضن الوالدين إلى عالم غريب عنه، ودعا الأستاذ حامق الوزارة الوصية إلى تعديل البرنامج الدراسي المخصص للمرحلة التمهيدية بحيث يتماشى مع ميول الطفل الصغير؛ إذ يجب تكثيف الأنشطة التي تعتمد على التلوين والتلصيق كالرسم والأشغال اليدوية، كما أضاف أنه من الضروري الاستعانة بإخصائي نفساني خاص بتلاميذ الطور التحضيري بغية مساعدتهم على التأقلم والتكيف بسهولة مع عالمهم الجديد، وهو ما لا تتوفر عليه مدارسُنا، ويرى محدثنا أن مرحلة التحضيري جيّدة للطفل المقبل على الدراسة، إذا ما التزمت المنظومة التربوية بالتعديلات التي ذكرها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)