الأحزاب ... وجراثيم التجوال السياسي
the parties and germs roaming policy
es Partis et les germes d'itinérance politique
يتفق الجميع ويكاد يجزم بأن الأحزاب في الجزائر عبارة عن واجهة أريد لها أن تكون ديكورا للتزين في المشهد السياسي ، وان الحياة السياسية في الجزائر بمثابة الجسم المصاب بمرض الكلى المزمن الذي تلفى عمدا لقاحا مخذرا يستعمل عادة في ترويض اللسان والقلب والحد من نشاطهما الطبيعي وهو ما يجعل حياة الجسد مرهونة وخاضعة لآلة تصفية الدم المساعدة على تلقيه دوريا لجرعات الاكسيجين بواسطة حصص التصفية للدم من أجل تامين الاستمرار في الحياة بالمؤسسة الاستشفائية التي أمتلها هنا بالنظام والجسد المريض بالأحزاب .
كما يتفق الجميع أن الأحزاب أو التشكيلات السياسية المتواجدة على الساحة السياسبة الوطنية هي فقظ عبارة عن هيكال بلا روح، لا تؤدي الدور الحقيقي المنوط بها والذي خلقت من اجله، بل لم تعد تقوى حتى على اقناع نفسها بالوجود لأن دورها أصبح عديم الجدوى في ساحة مغلقة بسياج مكهرب هامش التحرك فيها يستدعي شرط الحصول على الدعوات، وتاكدت يقينا أنها ترابض في موقع التابع وانها لن تفلح في القيام بلعب أدوار '' الراعي والخماس '' لأنها أرتضت لنفسها هذا الحال واكتفت ورضخت لمنطق التييمع والتقزيم تمثيليا بتقمصها لشخصية الحبوان الأليف '' الكلب '' الذي كلما تفطن لأمر ما وبدأ بالنباح الا ووجد عظما أو ''عظيمات'' أو شرائح لحم فاسد تجلب من المفرغة العمومية للرشوة والقساد تلهيه وتهدىْ من مزاجه المتعصب، ليركن الى وكره وينال نصيبه الأوفر من الترويض والتدجين ليبقى محافظا وبشكل دائم على سلوكه الطبيعي المتميز بالترحاب والطاعة والولاء .
لآضيف أن الأحزاب أصبحت في زمن الرداءة وللرداءة رجالها ، مؤسسات تمتهن التجارة والبزنسة في المال السياسي والمتاجرة بمناصب المسؤوليات موسمها الخصب الذي يعد بالحصاد الوفير هو الانتخابات بمختلف أشكالها ومسمياتها من رئاسية ووطنية ومحلية.
ذلك هو الدافع الرئيسي والحقيقي وراء ظاهرة التأسيس للأحزاب والتسابق للألتحقاق بوكر الفساد لا غير، وهي الوسيلة المثلى التي يتبناها النظام على شاكلة '' فرق تسد '' في الحفاظ على العيش والتسلط والسيطرة الاستمرار مستشهدا بأمرين الأول جهاز التحالف أو '' التعالف '' الرئاسي المشكل من جبهة التحرير الوطني ، التجمع الوطني الديمقراطي، وحركة مجتمع السلم ، والثاني يتعلق بالترخيص مؤخرا للعمل السياسي أو مهمة '' المداح والبندير '' المعروفة شعبيا لعدد من الأبواق همها الوحيد احداث الضجيج في الشارع والساحات لجلب الانتباه الساهي والغافل للمارة في محاولة لأشعاره بالموعد الانتخابي المقبل وفي منظر شبيه بموكب العريس في سيارة رباعية الدفع بلونها اللامع الداكن وهو معرجا على بيت العروس لأخذها في الحضن والتامل في جمالها المزيف بالمساحيق ليخلد الى راحة قراره ويستقر ليشرع في ترتيب أمور السفر السياحي لقضاء شهر العسل بقبة البرلمان.
وما زادها فسادا وتعفنا ظاهرة التجوال السياسي وهي بمثابة الخلية الجرثومية القاتلة التي يلفظها الجسد لعدم ملائمتها ومطابقتها للمواصفات كأن أصل الى ذلك الوصف الكاشف لحال الأحزاب التي تستقبل منخرطين لأحزاب اخرى تحمل توجهات وقناعات مخالفة لبرامحها في عمليات مكشوفة لركوب الأمواج وقنص الفرص والمناسبات وقد أطلق على هدا النوع من البشر ما افضل التعبير عنه باللسان الشعبي بزبد البحر او ألوان ''الحرباية'' أو صحيحا الحرباء للتخفي .وهو الأمر الذي يجب ان يتفطن له الرجل السياسي الذي يريد فعلا بناء حزب سياسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى يؤدي دوره القيادي للمجتمع ويسعى جاهدا الى محاربة الظاهرة باشتراط مقياس الالتزام بالبرنامج والقناعة بالمبادىِ الاساسية لفلسفة وعقيدة الحزب وأهدافها السامية. 14/03/2012 فاضل مرزي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/03/2012
مضاف من طرف : Fadhel222
صاحب المقال : فاصل مرزي
المصدر : فاضل مرزي 14/03/2012