مخطئ تماما من يركِّز على الصور التي تُصدّرها داعش، مهما كانت مرعبة ومثيرة للتقزز، وينسى معها الخطر الحقيقي المتمثل في الاحتلال الغربي، هذا الأخير، يبحث عن أرضية جديدة ترعاها أمريكا وبريطانيا للانقضاض مجددا على المنطقة بتحالف رسمي عربي! ما معنى التصعيد الذي قام به عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" موازاة مع زيارة قائد الجيوش الأمريكية للمنطقة؟ إلا إذا كانت تلك الصور جاءت لتمنحه مبررا إضافيا من أجل تبرير الاجتياح البري المتوقع، ولتضغط على حكومات المنطقة، المهزوزة أصلا، وفاقدة الشرعية من أجل الخضوع أكثر..والدفع أكثر؟ !يذبح عناصر داعش رهائنهم بطريقة بدائية جدا لكنهم ينشرون صور الذبح بطريقة تكنولوجية متطورة، عبر تويتر واليوتيوب!خلف الصور، يدٌ لا ترتعش، وعقل يفكر، لا نقصد هنا طبعا من ينفّذ "بفخر" لكن من يخطط ويدبر..فهذا الأخير، يدرك تماما أن الصور ستصل بسرعة إلى عائلات الرهائن في الغرب، للضغط على حكومات بلدهم من أجل إنهاء عمليات القصف الجوي "الظالم"، ولعل الولايات المتحدة وحلفائها يدركون تماما أنهم يواجهون عدوا جديدا، يختزله البعض في "عميل صنعته مخابرات غربية" لكن ذلك ليس صحيحا دوما، فكثير ممن يذبحون يقومون بذلك هربا من تعرضهم للذبح !نحن بصدد نسخة معدلة ومتطورة من القاعدة، وأمام جيل، "لا يقدّس" أسامة بن لادن..هذا الأخير، (وبالصدفة أيضا !!) يعود للواجهة هذا الأسبوع، حين عرضت قناة أمريكية حوارا مع الجندي الأمريكي الذي قتله، ليتحدث بفخر، كيف اقتحم غرفة نومه، وأطلق 3 رصاصات في رأسه، دون أن يبادر بن لادن بالدفاع عن نفسه فقد كان نائما رفقة إحدى زوجاته!العرب باتوا يأخذون حتى فتواهم من أمريكا، بدليل أن الجنرال ديمسي نصح هؤلاء في العراق بصعوبة محاربة داعش دون إنهاء التقسيم والخلافات بين السنة والشيعة.(!). في الوقت ذاته كانت دولة الامارات تصنف عددا كبيرا من علماء المسلمين ضمن خانة الإرهابيين، ويستقبل باراك أوباما في بيته الأبيض، نوري المالكي المسؤول الأول عن ميليشيات القتل والتنكيل بالسنة في العراق!قبل أيام، نشر المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، استبيانا للرأي، شمل 7 مجتمعات عربية، ليخرج بنتيجة مفادها أن 85 ٪ من العرب ضد داعش، علما أن مكمن الخطورة ليس هنا، لكن في الرقم الثاني..(59 ٪ يؤيدون التحالف الغربي رغم أن 22 ٪ يعتقدون أنّ الضربات الجوية ستحقق أهدافها)!من يدعم أمريكا بحجة كره داعش، لا ينظر "أبعد" من أنفه !!ألا يعلم هؤلاء أن معظم المدن اليمنية مثلا، والتي "تكاثرت" فيها أعداد المتعاطفين مع القاعدة، نفذت فيها أمريكا ضربات جوية بواسطة طائرات دون طيار وقتلت مدنيين وعائلات بدم بارد !!الاحتلال هو الإرهاب الحقيقي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com