الاحتفالات.. بالويسْكرُولاّ!

قال لي قارئ إنه أضرب عن قراءة عمودي هذا حفاظا على صحته! تماما مثلما أضربت أنا عن مشاهدة اليتيمات واللقيطات من القنوات الفضائية حفاظا على صحتي!
في سنة 7991 قام الرئيس زروال ورئيس حكومته أحمد أويحيى بوضع العديد من الإطارات المسيرة في السجن ضمن ما اصطلح على تسميته ''بحملة الأيدي النظيفة''!
وأتذكر أن أحد الإطارات الذين سجنوا في هذه الحملة، وهو مدير عام مركب الحجار بعنابة قبل بيعه للهنود، وجهت له تهمة فساد وتبذير المال العام لأنه شرب ما مقداره 003 مليون سنتيم ''ويسكي'' في أحد فنادق عنابة على حساب المركب!
وكتبت الصحافة وقتها معلقة حول الموضوع: كيف يشرب هذا المدير ''سدا'' كاملا من الويسكي على حساب المركب وعلى مدى سنوات ولا تنتبه الرقابة بمختلف أنواعها إلى هذا الأمر إلا بعد حدوثه!
واليوم ماذا نقول عندما نسمع بأن ''كراكلا'' اللبناني قد شرب وأكل هو ورفاقه ما مقداره 2 ,5 مليار سنتيم خلال إقامته في الجزائر بفندق الشيراطون لتنظيم الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال؟! وأي استقلال هذا الذي يشرب ''كراكلا'' نخب شهدائه بما يعادل مسبحا كاملا من الويسكي في ظرف أسابيع؟!
أي استقلال هذا الذي يجعلنا بعد 50 سنة لا نستطيع تكوين راقصات للاحتفال بذكراه الخمسين، ونضطر إلى استيراد ذلك من لبنان كراكلا، وندفع ثمن الدبكة اللبنانية في ساحل سيدي فرج بما يزيد عن 300 مليار؟! جزء منها بشرب ويسكي على أديم الأرض التي دفن فيها شهداء العدوان الفرنسي على الجزائر، الذي حدث قبل 182 سنة!
منذ أيام شنت بعض الأقلام حملة على وزير الإعلام ناصر مهل لأنه قال: إنه يرحب بقدوم المغني اليهودي ''الجزائري'' أنريكو ماسياس إلى الجزائر! وأنا شخصيا ساهمت مع بلخادم في الحملة التي نظمت في قسنطينة ضد قدوم ماسياس إلى هذه المدينة سنة (2000) تطبيقا لوعد أعطاه له الرئيس بوتفليقة عند توليه الرئاسة! ولكنني اليوم أفضل ماسياس على كراكلا! تماما مثلما فضل بومدين الحركى على الأجانب عند بناء الجيش الوطني الشعبي سنة 1962.
ما دمت غير قادر على جعل من يحب ماسياس أن يلتحق به في باريس.. ولا يعيده إلى الجزائر؟!
كراكلا استورد تجهيزات الحفل الراقص في سيدي فرج من إيطاليا بالأموال الجزائرية، وعندما انتهى الحفل باع كراكلا هذه التجهيزات إلى الجزائريين مرة ثانية وحول مبالغها إلى بلاده!
البلد الذي يصرف آلاف الملايير على الثقافة ولا ينجح في تكوين راقصة مقبولة ترقص في عيد الاستقلال، ويستورد الرقص ليفرح بعيده.. مثل هذا البلد يستحق أن يفقد فيه المواطن عقله عندما يسمع هذه لأخبار، ومعذرة لوزير الصحة إذا كنت بمثل هذه الكتابات أساهم في رفع عدد مرضى السكري وضغط الدم!

[email protected]