أكدت أمس الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تراقب أوروبا ”بعناية بالغة” تهديدا في ظل تنامي التهديد من تنظيم ”داعش” الإرهابي في شمال إفريقيا، موضحة أن خبراء الأمن الأوروبيين يعملون بشكل متزايد أو يأملون للعمل مع السلطات الجزائرية.وقال وزير الداخلية الاستوني أندريس أنفيلت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إنه مع تضييق الخناق على تنظيم ”داعش” الإرهابي في معاقله في سوريا والعراق، فإن الكثير من مقاتليه تمركزوا في شمال إفريقيا خلال العام الماضي . وقال انفيلت قبل ترؤس اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ خلال مقابلة مع وكالة ”فرانس برس” إن الإرهابيين ”خائفون من العودة إلى بلادهم في أوروبا لأنهم متهمون بارتكاب جرائم حرب أو جرائم إرهابية و هم معروفون”. وتابع ”لقد بدؤوا في البحث عن أماكن أخرى للقتال و(اختاروا) شمال إفريقيا. لذا ينبغي أن نراقب بعناية بالغة ما الذي سيحدث في القريب العاجل في شمال إفريقيا”.
وأضاف الوزير الاستوني أن تنظيم ”داعش الإرهابي في شمال إفريقيا يعد ثاني أكبر مشكلة بعد سوريا والعراق، ويجب أن تنصب جهودنا هناك”. وأشار إلى القلق من أن تأمر خلايا تنظيم ”داعش” بتنفيذ اعتداءات انطلاقا من شمال إفريقيا، أو الدخول إلى أوروبا من المنطقة، أو دعم تهريب البشر كمصدر للعائدات. وقدر أن مئات إن لم يكن آلافا من إرهابيي تنظيم ”داعش” موجودون الآن في شمال إفريقيا، وهو ما اعتبره مصدرا لعدم الاستقرار، وخصوصا في ليبيا، حيث يسعى رئيس الوزراء فايز السراج المدعوم من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإحلال الأمن، ومن حيث تنطلق مراكب المهاجرين إلى أوروبا.
ولم يعط انفيلت تفاصيل عن إعداد عناصر تنظيم ”داعش” العائدين إلى أوروبا. وقدر مسؤولون أوروبيون في ديسمبر الماضي أن نحو ثلث المقاتلين الأوروبيين الذين ذهبوا لسوريا والعراق والمقدر عددهم بنحو 5 آلاف عادوا مجددا لأوروبا. لكن انفيلت أشار إلى أن الأوروبيين استفادوا من هزائم التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، إذ وفرت لهم ”أدلة من أرض المعركة” كما ساهمت التحقيقات مع السجناء ”في منع وقوع اعتداءات إرهابية”.
وذكر انفيلت إن التعاون بين المؤسسات العسكرية والمدنية لجمع أدلة من ميدان المعركة يمكن استخدامها في المحاكم الأوروبية هو الاتجاه السائد حاليا لمواجهة ”الحرب الهجينة” للإرهاب. وأشار الوزير إلى أن تنظيم داعش غيّر تكتيكاته منذ سنة تقريبا عبر حض المتعاطفين معه من خلال الدعاية الالكترونية لشن هجمات باستخدام المركبات، مثلما حدث في منتجع نيس في فرنسا، والعاصمة الألمانية برلين، أو باستخدام السكاكين مثلما تم في بريطانيا.
وأوضح انفيلت أن خبراء الأمن الأوروبيين يعملون بشكل متزايد أو يأملون للعمل مع السلطات في ليبيا، والنيجر، وتونس، والجزائر، والمغرب لتحسين أداء خططهم الأمنية خدمة للمصلحة المشتركة. و قال ”حتى الآن تمثل ليبيا، أكبر باعث للقلق في أوروبا، بصفتها الأكثر معاناة من انعدام الاستقرار في المنطقة”. وأكد أن مساعدة الاتحاد الأوروبي لدعم خفر السواحل في ليبيا هي أحد عوامل الحد من وصول المهاجرين إلى أوروبا. وعبر انفيلت عن قلقه من تحالف روسيا مع المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا، إذا قال إنه حتى لو لم تكن موسكو تدعم تنظيم ”داعش” فإنها قد تساهم في عدم الاستقرار، وهو ”عامل دفع” لتدفق المهاجرين نحو أوروبا. وقال الوزير الذي يثير تعزيز النفوذ الروسي قلق بلاده الشيوعية سابقا، إن ”الجانب الروسي لم يكن مهتما كثيرا بالتعاون خلال السنين العشر الأخيرة”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/10/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com